صدر للباحث الأكاديمي اللبناني اياد عبيد كتاب"اعلام الحرب الأميركي وتأثيره في الرأي العام اللبناني، نموذج حرب احتلال العراق"، عن دار البلاد - الشمال. قامت حرب احتلال العراق، كما أورد الكاتب، على استخدام كل تقنيات القتل والتدمير المادي والسايكولوجي. قصف بالصواريخ والطائرات والمدافع وسلاح محرم دولياً. وبلد نزعت عنه سيادته وأزيل عن خارطة التفاعل الدولي. وبالتوازي مع ذلك كانت دعاية الحرب الأميركية تستخدم مع حلفائها كل تقنيات الحرب النفسية من تهويل وتشويش وافتراء وكذب وخداع وتضليل، مسخرة لذلك آخر ما ابتكرته من تكنولوجيا الاتصالات. ومباشرة انبثقت مقاومة وطنية ضد الاحتلال. ومقابل ذلك كانت عواصم كثيرة من دول العالم تزدحم بملايين المناهضين لهذه الحرب العدوانية وكانت معها غالبية المدن تتظاهر دعماً للعراق ومقاومته واستنكاراً للعدوان عليه. ويهدف الكتاب الى تسليط الضوء على الرأي العام اللبناني ازاء واحدة من أخطر القضايا العربية الراهنة، ألا وهي حرب احتلال العراق وما واكبها من دعاية لإعلام الحرب الأميركي. ويحتوي الكتاب على 340 صفحة. وهو الى مقدمته يحتوي على مقدمات الأزمة العراقية سياسياً واعلامياً، ويبحث في فصله الأول، المسار الاعلامي ? الدعائي، مركزاً على الاشارات النيولوجية والميكانيزمية للإعلام وعلى الحرب النفسية والاشاعة وجيوبوليتك الاعلام وصولاً الى العولمة الاعلامية. ويحشد الكتاب عدداً كبيراً من الأمثلة الميدانية التي تبرر آليات هذه الحرب الاعلامية. وهذا ما تجلى أيضاً لدى حديثه عن اعلام الحرب الأميركي وآليات التعتيم التي اتبعها من خلال ما أطلق عليه بإعلام المصفاة البوليتكو-حربية. ويقدم هذا البحث عرضاً تقديمياً لمقدمات الأزمة العراقية سياسياً واعلامياً والحرب العدوانية - الاحتلالية التي أفضت الى احتلال بغداد في التاسع من نيسان ابريل 2003. وما يميز هذا البحث هو الدراسة الميدانية للرأي العام اللبناني التي استوجبت دراسة عينه عشوائية واسعة شملت عموم مدنه ومحافظاته. وفي الفصل الثالث وهو فصل توثيقي - استلحاقي من يوميات أحداث العراق وحرب احتلاله عمد الكاتب بطريقة تسجيلية الى تأريخ الأحداث بطريقة نحورنولوجية تساعد القارئ على معرفة عمق الأزمة من خلال حشد الأخبار والمواقف السياسية والاقتصادية والأمنية والديبلوماسية العراقية والاقليمية والدولية. فما هي الأزمة والحرب التي نجمت عنها وما أفضت اليه من احتلال للعراق؟ وما هي المقاومة العراقية التي تفجّرت مباشرة خلال أقل من يوم على الاحتلال؟ وما هي ميكانيزمات وآليات اعلام الحرب الأميركي المسوق لهذه الحرب؟ وأين يقف الرأي العام اللبناني منها؟ لمعرفة كل ذلك يتلمس هذا الكتاب الاجابة عنها علّنا نتمكن، كما أورد الكاتب في نهاية مقدمته، من تبديد ظلام التعتيم الاعلامي الذي تلقي به مصفاة اعلام الحرب الأميركية هذه. ويتميز الكتاب بمنهجيته الواضحة وحاول الكاتب من خلالها ان يجمع بين التحليل والعرض.