يواجه الحلاقون في بغداد والمدن العراقية الاخرى تهديدات بالقتل بسبب حلاقة اللحى او قص الشعر قصيراً على طريقة جنود البحرية الاميركية"مارينز". وينتقل كثيرون من سكان العاصمة الى مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية للحلاقة خشية تعرضهم لهجمات الاسلاميين في مناطقهم. وقال عمار قاسم 20 عاماً من منطقة الشعب المحاذية لمدينة الصدر"زادت الهجمات في منطقتنا على صالونات الحلاقة واصبحت مسألة شبه يومية ما حدا بنا الى البحث عن مكان آخر لنحلق من دون خوف". وأوضح ان"الحي الذي اسكنه اصبح خطيراً جداً وقد ترك معظم الحلاقين مهنتهم خوفاً من تعرضهم للخطف او القتل". وزاد:"في يوم واحد قتل اربعة حلاقين ما جعل الآخرين يغلقون صالوناتهم خشية المصير ذاته". وقال الحلاق علي حبيب من مدينة الصدر وهو ينظر الى زبائنه الذين غص بهم دكانه"زبائني يأتون من كل مكان ولا يقتصر الامر على شبان مدينة الصدر". واضاف:"بدأ الشبان يتوافدون علينا خصوصاً من منطقتي الشعب وحي اور حيث وقعت هجمات كثيرة على الحلاقين". وعزا حبيب الهجمات الى الجماعات الاسلامية المسلحة وقال جازماً:"من يقوم بهذه الاعمال؟ انهم جماعة انصار السنة والسلفية الذين ينشطون في مناطق حي الجزائر والشعب وحي اور". وبات مشهداً مألوفاً ان ترى لافتات وضعت على واجهات صالونات الحلاقة وفيها:"نعتذر عن حلاقة اللحية". ووضع اصحاب الصالونات هذه العبارة بعدما تلقوا تهديدات بالقتل اذا حلقوا اللحى. وأكد مهند على صاحب احد صالونات الحلاقة في منطقة زيونة شرق بغداد وكان كتب لافتة الاعتذار بخط واضح على باب محله"لقد وضعت هذه القطعة بعد تهديد تلقاه احد زملائي في الشارع ذاته". وازاء هذه المخاطر عمد الكثير من الحلاقيين الى الحلاقة لزبائنهم في منازلهم. وقدر مصدر في الداخلية العراقية"عدد الحلاقين الذين اغتيلوا بأكثر من عشرين حلاقاً خلال شهرين". وأوضح ان"الاعتداءات وقعت في مناطق الشعب والبياع والسيدية وبغداد الجديدة". وقال محمد الذي كان يرفع بقايا انقاض محله الذي دمر بتفجير محل جاره"اذا اردت ان افتح صالوني مرة ثانية فسأكون اكثر حذراً وسأحمل السلاح للدفاع عن نفسي وأغلق محلي قبل حلول الظلام". وكان مصدر في الشرطة اعلن الاثنين الماضي مقتل ثلاثة عراقيين في صالون حلاقة للرجال. وأكد مصدر، رفض كشف اسمه، ان"مسلحين فتحوا النار على الحلاق واثنين في محله بينهم ضابط في الشرطة وطفل عمره تسع سنوات في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي العاصمة". وقال محمد عبدالرحمن صدام 10 أعوام نجل الحلاق الذي قتل الاثنين الماضي وكان امام محل والده وهو يغالب دموعه"اطلقوا ثلاثين رصاصة على ابي ثم فجروا المحل واحرقوه".