نشرت مجلة"فرونت بايج"الالكترونية مقالاً كتبه ستيفن ستالينسكي تحت العنوان"ارهابيون ضد بولتون"يقول ان الصحافة العربية والايرانية تهاجم جون بولتون، مرشح الرئيس بوش لمنصب السفير لدى الاممالمتحدة"، وان هذه الصحافة تحمّل اميركا مسؤولية الارهاب حول العالم، وتنشر تعليقات عنصرية عن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. الفقرة الثانية، بعد المقدمة السابقة، تتحدث عني شخصياً، وتقول انني اهاجم بولتون وأزعم ان المشكلة هي سياسته، ثم أسخر من شكله كحيوان بحر. اذا كان ستالينسكي يدافع عن بولتون، فهو مثله تطرفاً واسرائيلية. وقد لفتني في الاسم انه مشتق من ستالين، لذلك لم استغرب النفس الستاليني في دفاعه عن بولتون، فهو من نوع الاعلام الاسود الذي عرفناه ايام الحرب الباردة. والكاتب يتحدث في مقاله ايضاً عن صحف سورية ومصرية وصحافيين، انا رب ابلي، وعندي التالي: - استطيع ان اؤيد السياسة الاميركية بما يزيد على تأييد توني بلير نفسه، فاعتراضي الوحيد هو على السياسة الخارجية الاميركية في الشرق الاوسط، أي على جزء محدد ومحدود منها، وليس عليها كلها، أو على أي سياسة اميركية اخرى، والسبب ان امثال بولتون خططوا هذه السياسة ووضعوها في خدمة اسرائيل على حساب المصالح الاميركية نفسها. - اؤيد الدكتورة رايس، واعتقد انها تعمل لخدمة بلادها، وقد كتبت مؤيداً وزيرة الخارجية الاميركية في هذه الزاوية مرة بعد مرة، بل انني اؤيد معها عمل كارين هيوز ودينا باول، وأرجو لهما النجاح في تحسين صورة اميركا على رغم بولتون والمدافعين عنه. هل الامر ان ستالينسكي لا يقرأ لي أو يقرأ انتقائياً ويكذب؟ - اذا كنت سأمارس أي عنصرية، فستكون ضد البيض الاميركيين لا السود، وعندما اقمت في الولاياتالمتحدة لم أكن ارتاح للتعامل مع أحد في الكونغرس مثل مجموعة الاعضاء السود. أزعم ان اذا تساوت كل الامور الاخرى، فأنا افضل اميركياً اسود على ابيض. - لا أعرف ما تقول الصحافة الايرانية عن الدكتورة رايس، ولم اقرأ صحيفة ايرانية في حياتي ولا أعرف صحافيين ايرانيين. - كتبت عن بولتون في السابق لأنه متطرف يؤيد اسرائيل ويقدم ولاءه لها على ولائه لبلاده. وأمثال بولتون هم الذين نشروا الكره للولايات المتحدة حول العالم، وهو ما تحاول الدكتورة رايس الآن عكسه. - اذا كان هناك من ارهاب أو ارهابيين فهو ارهاب حكومة اسرائيل ومن تضم من ارهابيين فيها، وعلى رأسهم مجرم الحرب آرييل شارون. - الفصائل الفلسطينية حركات تحرر وطني في وجه الارهاب الاسرائيلي، والفارق بيني وبين بولتون والمدافعين عنه انني اذهب الى قادة حماس والجهاد وأطلب منهم وقف العمليات الانتحارية، وأكتب عن ذلك في هذه الزاوية. اما الاعتذاريون لاسرائيل فيشجعون حكومة متطرفة اصلاً على مزيد من التطرف، مما يؤدي الى قتل بنات مدارس من الفلسطينيات الصغيرات، ومعهن مدنيون اسرائيليون وعسكريون. - يتبع ما سبق ان دم الضحايا المدنيين الابرياء من الطرفين هو على ايدي الاعتذاريين لحكومة شارون، أي شركائها في الجريمة. - في مقالاتي الاخيرة عن بولتون لم اكتب معلومة واحدة من أي مصدر غير اميركي، فقد كان ترشيحه، ومثوله أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، والجدل الذي تبع ذلك، وتصويت مجلس الشيوخ، واستمرار الجدل بعد ذلك، مصدر كل ما كتبت، وأتحدى أي طرف ان يأتي بمادة لي عن الموضوع من مصدر آخر، عربي أو ايراني مثلاً. - كنت قلت عن بولتون انه يشبه حيوان البحر المعروف والروس بشنبه الهابط على فمه كشلال، وتبعني بعد ذلك بشهر روبن غيفان في"واشنطن بوست"ووصفه بأنه والروس. وقال ان سوء هندامه، وربطة عنقه المعوجة، ربما المقصود بها الاستخفاف بأعضاء لجنة الشؤون الخارجية. ورئيس اللجنة السناتور ريتشارد لوغار هو الذي قال عن بولتون ان سمعته هي الشراسة والتصادمية وانعدام الاحساس. والسناتور جورج فوينوفيتش وخزه ضميره، وقرر طلب المزيد من المعلومات عن بولتون بعد انتشار رائحته العفنة. واذا كان هذا موقف عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ، فإن القارئ يمكن ان يتصور موقف الديموقراطيين. ختاماً، اريد ان اقول ان عصابة اسرائيل في الادارة الاميركية وحولها هي التي تصنع الاعداء للولايات المتحدة كل يوم. ونحن نحاول ان نقول الحقيقة ونرجو ان نقنع الادارة فتنتهج نهجاً وسطاً رحمة بالمصالح الاميركية مع مصالحنا. وبولتون متطرف بقدر ما إن آرييل شارون داعية حرب، وبقدر ما يكره رئيس وزراء اسرائيل ان يعتبر"رجل سلام"كما اعتقد جورج بوش يوماً، فإن بولتون يكره ان يعتبر معتدلاً لأنه متطرف في خدمة اسرائيل، وهذه ليست اسرائيل العمل وعملية السلام، وانما اسرائيل المتطرفين الآخرين. طبعاً بولتون ليس عنده ما يخشى من امثالي، فهو لو جاء سفيراً لدى الاممالمتحدة على رغم انه اصبح بضاعة تالفة، فأقصى ما سيلقى من المقاطعة، لانني سأرفض التعامل معه وسأتجنبه، كما تجنبته السنة الماضية عندما رأيته يجلس في قاعة المندوبين في مقر الاممالمتحدة فابتعدت عنه. وفي جميع الاحوال، فالارجح ساعة كتابة هذه السطور ان ترشيحه مات ولم يبقَ سوى ان يعلنوا الوفاة. وفي حين انني لم اتوقع ان يعين الرئيس جورج بوش اندرو يونغ ثانياً لدى الاممالمتحدة، الا انني رجوت ان يكون السفير الجديد من مستوى جون نغروبونتي، فقد عمل هذا بإخلاص لبلده في المنظمة العالمية، كما لا بد من انه يعمل الآن مسؤولاً عن اجهزة الاستخبارات الاميركية. وهنا لا أملك الا المقارنة مع بولتون، وما رشح من جلسات الكونغرس عن ترشيحه وكيف حاول استغلال معلومات الاستخبارات. انا لم أقل هذا، وانما قاله اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي، بعضهم من الجمهوريين.