اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلية ناشطاً من"كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"واعتقلت فلسطينياً آخر في منزل صحافية بريطانية في مدينة نابلس، في وقت تواصلت حملات الدهم والاعتقال الاسرائيلية في مدينة طولكرم والقرى المحيطة بها في اطار"الهجوم الضاري"الذي امر رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بشنه ضد حركة"الجهاد الاسلامي"، وهو ما ردت عليه الحركة بالقول ان"تهديدات شارون لا تخيف كوادرها وقادتها"، مستنكرة موقف"بعض الفصائل مما يجري من حملة شرسة ضد الجهاد". في غضون ذلك، توجه الرئيس محمود عباس ابو مازن الى غزة للقاء ممثلي الفصائل الفلسطينية"لتثبيت التهدئة". وقتل الشاب محمد العاصي 26 عاماً عندما اطلق جنود الاحتلال خمس رصاصات عليه اثناء مقابلة مع صحافية بريطانية عرفت عن نفسها باسم آني العاصي 60 عاماً وجرت في منزلها في نابلس حيث تقيم منذ عامين. كما اعتقلت القوات الاسرائيلية الشاب معتصم عبد العال الذي قالت مصادر اسرائيلية انه احد كوادر"الجهاد". وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان العاصي هو احد قادة"سرايا القدس"، الجناح العسكري ل"الجهاد"، غير ان"كتائب شهداء الاقصى"نعت الشهيد واحداً من كوادرها. واشارت مصادر فلسطينية في المدينة الى ان العاصي كان ينتمي الى"الجهاد"قبل ان ينخرط للعمل في اطار"كتائب الاقصى"بعد استشهاد رفيق له ينتمي الى"فتح"قبل نحو عام. واثارت عملية الاغتيال التي وقعت في منزل الصحافية البريطانية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، علامات استفهام في اوساط الفلسطينيين والصحافيين في شأن علم قوات الاحتلال بطبيعة عمل الصحافية التي تعمل مراسلة لإحدى محطات الاذاعة الاميركية ولصحيفة بريطانية. وذكرت صحيفة"هآرتس"على موقعها الالكتروني نقلاً عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان آني يسارية متطرفة و"ساعدت المسلحين الفلسطينيين". وعلمت"الحياة"ان آني اختارت ان تغير اسم عائلتها الى"العاصي"بعد استشهاد صديق لها ينتمي الى العائلة. ودان الرئيس محمود عباس ابو مازن عملية الاغتيال التي وصفها ب"دوامة العنف القذرة التي لا نريد ان تقع ضد احد". وقال في رده على سؤال عن عملية الاغتيال:"هذه الطريق ستؤدي الى دمار السلام، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع". "الجهاد": التهديدات لا تخيفنا من جهتها، استنكرت"الجهاد"عملية الاغتيال و"موقف بعض الفصائل الفلسطينية"ازاء ما يجري من حملة شرسة ضدها. واكد احد قادة الحركة السياسيين محمد الهندي في بيان وزع على وسائل الاعلام ان تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون"لا تخيف كوادر الحركة وقادتها الذين نذروا انفسهم للدفاع عن شعبهم ومدنهم من جرائم الاحتلال". واكد ان"الاعتقال والاغتيال والتهديدات المتكررة لقادة الحركة لن تزيدنا الا قوة وتمسكاً بحقنا المشروع في زوال الاحتلال". وذكر بأن التهدئة التي اعلنتها الفصائل"لا تبرر لاسرائيل القيام بعمليات قتل واغتيال ابناء الجهاد ومواصلة الاستيطان وتوسيع جدار الضم والتوسع العنصري ومحاصرة القدس وتهويدها". واشار الى ان اسرائيل واصلت عدوانها ضد"الجهاد"منذ خمسة اشهر وطاولت 350 من كوادرها بما في ذلك اغتيال خمسة منهم كان آخرهم مروح كميل في جنين نهاية الشهر الماضي. ودعا الفصائل الفلسطينية الى"الوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرة الصهيونية". وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية اعتقلت خلال حزيران يونيو الماضي نحو 60 كادراً من"الجهاد"شمال الضفة الغربية لوحدها. واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش اعتقل عشرة ناشطين من"الجهاد"في مدينة طولكرم ومخيمها خلال الساعات القليلة الماضية حيث حظر التجول مفروض على المنطقة وعمليات الدهم متواصلة. كما اعتقل اربعة من المشتبه بهم في ابو ديس في ضواحي القدسالشرقية وثلاثة اخرين في الخليل ومحيطها جنوب الضفة واثنين في منطقة نابلس وواحداً في جنين شمال الضفة. وفي خطوة وصفها محافظ مدينة طولكرم بأنها اعادة احتلال كامل لطولكرم، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديد على الطريق الواصل بين نابلس والمدينة التي حولها الى"سجن كبير". عباس يلتقي الفصائل في غزة من جهة اخرى، توجه الرئيس الفلسطيني الى غزة حيث من المقرر ان يلتقي لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية. وقال"ابو مازن"انه سيعمل من اجل"تثبيت التهدئة"خصوصاً بعد هجوم نتانيا الانتحاري اخيراً الذي ارتفع عدد ضحاياه الى خمسة اسرائيليين، اضافة الى منفذه. وعلى الصعيد ذاته، نفى ناطق فلسطيني ما اشارت اليه احدى الصحف الفلسطينية في شأن نية"ابو مازن"اعلان"اعتماد لجنة المتابعة العليا مرجعية لعملية الانسحاب من قطاع غزة". وكان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع نفى في رده على سؤال ان يكون"ابو مازن"ينوي"التفاوض"مع الفصائل الفلسطينية، وقال على هامش مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان الرئيس الفلسطيني"لم يذهب الى غزة للتفاوض مع الفصائل بل لادارة اعمال رئاسية". من جانبه، قال فيشر انه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال استمرار العنف والارهاب. واضاف:"لن تكون للارهاب نتائج ايجابية، ولن تكون هناك فرصة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة اذا ما تواصل العنف والارهاب".