يبلي أطفال المهاجرين في المدرسة بلاء أفضل من المتوقع. فإذا قورن مسارهم الدراسي مع مسار نظرائهم من أبناء الفرنسيين المنتمين الى مستوى اجتماعي مماثل، تبين أنّ عدد ابناء المهاجرين الذين يحضّرون لشهادة البكالوريا الثانوية العامة أكبر من عدد أبناء الفرنسيين. وهذه النتيجة المخالفة للأفكار الشائعة، هي ثمرة دراسة أعدتها وزارة التربية الوطنية. وتناولت فيها الوضع الدراسي في عام 2002. وأجريت هذه الدراسة على 16701 تلميذ بلغوا الصف الاول تكميلي عام 1995. وأشارت الدراسة الى ان الابناء المتحدرين من عائلة مغاربية يحمل فيها الوالدان شهادة مهنية، يملكون حظوظاً تصل نسبتها الى 26.6 في المئة للحصول على شهادة البكالوريا، في مقابل 20.7 في المئة من أبناء الفرنسيين. وترتفع هذه النسبة الى 37.6 في المئة في صفوف المتحدرين من جنوب شرقي آسيا. ويرى جان بول كاي، الاختصاصي في الاحصاءات، أنّ الفضل يعود الى أهل التلاميذ المهاجرين في التوجهات الدراسية لأطفالهم. ويتوقع هؤلاء من اطفالهم تحقيق طموحاتهم العائلية. ويصبو ثلاثة أرباع التلاميذ من ابناء المهاجرين في المرحلة المهنية الى تحصيل دراسة عليا، مقابل 65 في المئة من المتحدرين من عائلات مختلطة، و62 في المئة من المتحدرين من عائلات غير مهاجرة. ويلعب اصل التلميذ الاجتماعي دوراً بارزاً في تحديد رغبته في اكمال الدراسات العليا. فالرغبة في كسب المال ورفض وضع العامل يميزان الطموحات المهنية للأبناء المتحدرين من عائلات مهاجرة. وتعتبر اعداد كبيرة منهم كسب المال أمراً ضرورياً وملحاً. وغالباً ما لا تجذب المجالات الفندقية والخدماتية ابناء المهاجرين، ويميل هؤلاء الى المهن التجارية والادارية التي تمثل كسب المال والارتقاء في السلّم الاجتماعي. مارتين لارونش، لوموند الفرنسية، 6/7/2005