ستارة الكلمة سقطت عزلة العالم لم يبق لها من خشبة سوى الموت: يحضر الموت بين اليدين. الصمت الأشدّ وحدة ينطوي وراء الستارة الرمادية الساكنة وقد أضحت أيضاً مادة لنافذة، شريحة قلب ملقاة في الهواء. الستارة سقطت وكانت وحدها نهضت قبلاً. انها نهاية العرض الآن يجب الخروج ولكن هل من خارج؟ * * * الحياة ترسم شجرة والموت يرسم أخرى. الحياة ترسم عشاً والموت ينسخه. الحياة ترسم عصفوراً كي يسكن العشّ والموت من ثمّ يرسم عصفوراً آخر. يد لا ترسم شيئاً تتنزّه بين الرسوم وحيناً تلو آخر تبدّل أحد الأمكنة. مثلاً: عصفور الحياة يحتل عشّ الموت على الشجرة التي رسمتها الحياة. في أحيان اليد التي لا ترسم شيئاً تمحو رسماً من الرسوم. مثلاً: شجرة الموت تسند عش الموت، ولكن لا عصفور فيه. وأحياناً اليد التي لا ترسم شيئاً تحوّل نفسها صورة اضافية، في هيئة عصفور، في هيئة شجرة، في هيئة عش. ثم من بعد، فقط من بعد، لا نقصان ولا من مزيد. مثلاً: عصفوران يسكنان عشّ الحياة على شجرة الموت. أو شجرة الحياة تسند عشين يسكنهما عصفور واحد. أو عصفور وحيد يسكن عشاً واحداً على شجرة الحياة وعلى شجرة الموت. * * * كل شيء يشير الى شيء آخر. إلامَ يشير التاريخ العمودي للشجرة؟ إلام تشير واحة جسدك؟ إلام يشير الضوء وإلامَ الليل؟ ألا يشير الى الجمود الصارم للموتى؟ ربما الكل يشير الى مركز ولكن كلّ مركز يشير الى الخارج. * * * الى جانب كل سطر هناك فراغ. أهو الظل الذي يلقيه السطر أم النموذج الذي ينسخه؟ على أي حال، ما الذي يسند السطر وكيف لا يتوه في الفراغ؟ تحت كل لون، هناك فراغ. هل كل لون هو ولادة هاوية أم أنه فقط فسحتها التي تُسكَن؟ على كل حال، ماذا يقول اللون اذاً وماذا كان سيقول لو لم يكن من فراغ؟ في كل جسد، هناك فراغ هل الجسد هو ملاذ العدم أم تراه فقط سوء تلاقٍ بين تجاويفه؟ ولكن لماذا، ليس هناك، بدل الجسد، كثافات متعددة للفراغ؟ * * * النوم هو طريقة أخرى للتفكير. التفكير طريقة أخرى للحلم. الحلم طريقة أخرى لعدم الوجود عدم الوجود طريقة أخرى للوجود. العجلة تدور وتدور الطرق تلتف حول العجلة والعجلة تجرّ الطرق مثل شرائط غبراء. العجلة تدور وتدور ولكن لم يبق من طريق.