أفاد تقرير نشر أمس أن مجموعة جديدة من"الجهاديين"المرتبطين بتنظيم القاعدة أصبح لهم موطئ قدم في الصومال، وأن تأثير هذه المجموعة قد يستفحل رغم صغرها اذا لم يستتب الامن والنظام في البلاد. وقالت"المجموعة الدولية لادارة الازمات"ان"الشبكة الجهادية المستقلة الجديدة"يديرها من العاصمة مقديشو زعيم ميليشيا تلقى تدريبات في أفغانستان وقتل بالفعل عدداً من عاملي الاغاثة الأجانب. وأضاف تقرير المجموعة الذي حصلت وكالة"رويترز"على نسخة منه قبل صدوره رسمياً هذا الاسبوع:"في نهاية المطاف لن يمكن التعامل مع الارهاب الجهادي من الصومال الا من خلال عودة حكومة مستقرة وشرعية وفعالة الى السلطة". ولطالما اعتبرت أجهزة الامن الغربية الصومال الذي تسوده الفوضى ملاذاً للارهابيين. وسقطت البلاد في أتون الفوضى بعدما أطاح أمراء الحرب بالديكتاتور السابق محمد سياد بري واستولوا على السلطة في عام 1991. ويعتقد أن مقاتلين مرتبطين بتنظيم"القاعدة"في الصومال لهم يد في هجومين انتحاريين نفذا في كينيا المجاورة وأسفرا عن مقتل 224 شخصاً في السفارة الاميركية في العام 1998 ومقتل 15 في فندق يملكه اسرائيليون في العام 2002. ويشهد الصومال حالياً المحاولة الرابعة عشرة لتشكيل حكومة منذ 1991، ولكن الحكومة الموقتة التي عادت للتو من كينيا لتتخذ من الصومال مقراً لها تعاني من الانقسامات بسبب التنافس بين الفصائل. وأكد تقرير المجموعة على أنه في حال فشل الحكومة فان صوت الجهاديين سيلقى صدى متزايداً في نفوس"مواطني الصومال اليائسين والمحبطين من السلطة وسيصبح الأمر مسألة وقت قبل أن تنجح مجموعة أخرى من المتشددين في شن هجوم ارهابي كبير على مصالح أجنبية في الصومال أو أحد جيرانه". ولكن التقرير أشار الى أنه رغم الخطر الذي تشكله الجماعة الجديدة فانها لا تزال صغيرة نسبياً. وأضاف ان"مفهوم الجهاد في الواقع توجه لا يحظى بشعبية كبيرة بين الاسلاميين الصوماليين... وربما يقدر عدد الاعضاء الفعالين في الشبكة الجهادية الجديدة بالعشرات لا المئات". وأضافت المجموعة أنه على النقيض مما جاء في بعض التقارير فان عدد عناصر تنظيم"القاعدة"البارزين في الصومال ربما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، مشيرة الى أن العديد من الدول الغربية فيها شبكات جهادية أكبر وأكثر تعقيداً. ويرغب الرئيس الصومالي الجديد عبدالله يوسف في أن تساعده قوات حفظ سلام أجنبية على النهوض بحكومته ولكن مجموعة ادارة الازمات ومقرها بروكسيل قالت ان هذا قد يثير حفيظة المتطرفين. ونقل تقرير المجموعة عن أحد الاسلاميين المعتدلين قوله ان"الجهاديين يتمنون مجيء الاثيوبيين. فعندئذ يمكنهم بسهولة أن يحولوا الصومال الى عراق آخر". ويكن كثيرون في الصومال الذي يسكنه عشرة ملايين نسمة غالبيتهم من المسلمين العداء للنفوذ الاقليمي لجارتهم اثيوبيا التي تسكنها غالبية مسيحية. وقالت المجموعة ان الحركة الجهادية الجديدة واحدة من ثلاث جماعات متطرفة في الصومال. أما الجماعتان الأخريان فهما خلية تابعة لتنظيم"القاعدة"وفلول جماعة اسلامية قومية تدعى"الاتحاد الاسلامي". ومنذ قيامها عام 2003 تحت قيادة ادن حاجي أيرو الذي تدرب في أفغانستان وكان يحظى برعاية أحد قادة جماعة"الاتحاد الاسلامي"تورطت الجماعة الجديدة في اغتيال أربعة من العاملين في مجال الاغاثة الى جانب عشرة على الاقل من رجال الجيش والشرطة السابقين الذين كانوا يعملون في مكافحة الارهاب. وذكر التقرير أن الجماعة"ليس لها اسم معروف والعضوية فيها سرية بشكل كبير وأهدافها غير معلنة"، مضيفاً أنها تقف وراء تدنيس مقبرة تعود لفترة الاستعمار الايطالي. ولفتت الجماعة انتباه الولاياتالمتحدة التي يقال انها صعدت من حملتها لمكافحة الارهاب في الصومال عبر طائرات الاستطلاع والتعاون مع عناصر الاستخبارات الاقليمية والمحلية. وخلص التقرير الى أنه"في شوارع العاصمة المدمرة والمملوءة بالانقاض في هذه الدولة التي تفتقر لحكومة... يخوض مقاتلو القاعدة والجهاديون المتطرفون وقوات الامن الاثيوبية وشبكات مكافحة الارهاب المدعومة من قبل الغرب صراعاً غامضاً ومعقداً محفوفاً بالترهيب والخطف والاغتيال".