يسأل بعض المتابعين لشؤون الوسط الفني: ماذا يجري في شركة"عالم الفن"للإنتاج؟ ولماذا يقاطع نجوم الغناء في العالم العربي بالجملة صاحبها محسن جابر؟ هل أفلست الشركة، هل فازت عليها"روتانا"بالضربة القاضية؟ أم أن هناك اتفاقاً سرياً بين جابر وپ"روتانا"لتضييق الحصار على مطربيه ودفعهم إلى الارتباط بها؟ بدأت المشكلات في"عالم الفن"مع انسحاب المطرب عمرو دياب، الخسارة الفنية والإعلامية الأكبر للشركة، ويقال إنه السبب الرئيس في هجرة جميع الفنانين من بعده. بعد تعاون أثمر ستة ألبومات ناجحة مع"عالم الفن"، أعلن دياب انتقاله إلى شركة"روتانا"بعقد قيمته خمسة ملايين دولار. أكد الجميع أن السبب الرئيسي للانتقال هو المال، لكن عمرو دياب نفى أن يكون العرض المغري هو ما أجبره على اتخاذ هذا القرار،"أمامي طموح كبير في الوصول إلى العالمية وتحقيق الانتشار على المستويين العربي والعالمي، وأعتقد بأن"روتانا"تستطيع أن تقدم لي هذا الدعم في هذا التوقيت بالذات". قدم عمرو دياب مع الشركة الجديدة"ليلي نهاري"... ونجحت الأغنية وغابت الأغنيات الأخرى. واعتبر بعض النقاد أن هذا العمل لم يكن ناجحاً كالأعمال السابقة، ولم يستطع دياب من خلاله تحقيق الانتشار العالمي كما أراد. لم تتوقف المسألة بعد خروج عمرو دياب من"عالم الفن"، بل بدأت تظهر مشكلات وخلافات أخرى مع بقية الفنانين. أعلنت المطربة ميادة الحناوي عن خلاف مع محسن جابر مستمر منذ أكثر من أربع سنوات، لم يفرج طوال هذه المدة عن العدد الكبير من الأغنيات المنجزة والتي يحتجزها حتى اليوم. وصرحت ميادة بأن"مساعدة محسن جابر على انتشار الفنانين صارت أمراً من الماضي، وسأتجه إلى شركة تحترمني أولاً ومن ثم تحترم فني". وتواجه المطربة وردة الجزائرية مشكلة مشابهة، بعد العارض الصحي الذي أصابها،"لا توجد شركة إنتاج تساندني وتقف ورائي لأقدم أغنيات جديدة"، بينما يصرّح جابر في كل أحاديثه بأنه يحضر ألبوماً غنائياً جديداً لها. انسحب المطرب محمد منير من الشركة بعد اعتراض محسن جابر على ثلاث أغنيات في ألبومه الأخير"أحمر شفايف"التي كانت سُجلت، معللاً للمطرب أن تلك الأغاني غير جماهيرية. المطرب محمد محيي ترك الشركة أيضاً بسبب تدخل جابر في اختياراته الغنائية، وفرضه نوعاً معيناً من الأغنيات السائدة التي لا تتناسب مع لون محيي الموسيقي. وغادر محمد فؤاد إلى"روتانا"بعد ألبوم واحد فقط. ويبحث النجم مصطفى قمر اليوم عن منتج جديد، بعد رفضه تجديد العقد مع محسن جابر إثر الخلافات التي نشبت بينهما بسبب الموازنة المالية الضعيفة التي قررها لتصوير أغنيته بطريقة الفيديو كليب. شقيق المطرب مدحت صالح كاد أن يرفع دعوى قضائية ضد جابر لعدم طرحه ألبوم"جاي على نفسك"في موعده المحدد، وتغييبه لمدحت صالح مدة خمس سنوات كاملة منذ ألبومه السابق"الله يا سيدي". وانتقلت المطربة أنغام إلى"روتانا"وتستعد لإطلاق ألبومها الجديد بعد أسابيع. وقال المطرب صابر الرباعي في المؤتمر الصحافي الذي خصصه لانتقاله إلى"روتانا"، إن محسن جابر"قد تغيّر، ولم يعد ذلك المنتج المهتم بالفن والفنانين، وهذا ما حصل معي في ألبوم"شارع الغرام"الذي لم أشعر بأنه طرح في الأسواق بسبب سوء الترويج". وكما صابر، كذلك هاني شاكر الذي أعلن أن جابر"لم يعد متفرغاً لشركته، وأصبح تركيزه في أشياء أخرى بعيدة من الإنتاج الفني". واستمرت خسائر شركة"عالم الفن"مع خروج المطرب راغب علامة الذي قال:"تعلمت درساً لن أنساه من خلال تعاقدي مع"عالم الفن"، وهو أن أتمسك بحريتي الفنية. فالشركة غدرت بي عندما لم تأت في العقد الذي وقعته معها على قضية احتكار الكليبات المصورة، وصار شغل محسن الشاغل أن يعرض الأغنية حصرياً على قناته، وأن يقدم الرنات الموسيقية Ring Tones ورسائل الهاتف المحمول، وأنا أرفض هذا الأمر تماماً، لذلك وصلنا في الفترة الأخيرة إلى مرحلة أصبح من الصعب أن نتفاهم ونتفق فيها". من بقي في الشركة؟ ويأتي أخيراً انسحاب نجمة برنامج"ستار مايكر"شاهيناز محمود، كذلك المغنيتين اللبنانيتين نيكول سابا ورولا سعد، وذلك بسبب الاحتكار الذي حدّ من انطلاقتها في بداية مسيرتها، والمماطلة. كما أعلنت المطربة الإماراتية أحلام أن ألبومها الأول مع"عالم الفن"سيكون الأخير، وأنها لن تتعامل مع جابر بعد اليوم لتقصيره في الترويج، مفضلة الموافقة على عرض"روتانا". اليوم، من بقي في شركة"عالم الفن"؟ هناك المطربة لطيفة التي لم تعرف تفاصيل ألبومها الجديد بعد، والفنان هشام عباس الذي أطلق العام الماضي ألبوم"سيبها تحبك"الذي لم يحقق أي انتشار، مع أغنيتين مصورتين من العمل يعرضان حصرياً على"مزيكا"ولم يلقيا النجاح الكبير الذي شهدته أغنياته السابقة"ناري نارين"و"فينه". وأخيراً المطربة سميرة سعيد التي أعلنت هي أيضاً أنها غير مرتاحة مادياً مع الشركة، وتنتظر انتهاء العقد لتضع شروطاً أخرى للاستمرار، أو البحث عن شركة أخرى في حال الرفض. فيما أعلنت المطربة ديانا حداد عن انتهاء العقد بينها وبين جابر، وأنتجت كليب"لو ما دخلت براسي"من حسابها الخاص. إزاء كل ذلك، وأمام كل هذه المشكلات والعدد الكبير من الانسحابات، يبرز عدد من الأسئلة: هل خان هؤلاء المطربين منتجهم الفني وطعنوه في الظهر بانتقالهم إلى"روتانا"التي تتشابه مع"عالم الفن"في مسألتي الاحتكار وحصر الأغنيات المصورة وتتميز فقط بالعروض المالية المغرية التي تقدمها لهم؟ أم انشغل محسن جابر فعلاً في مجال الأعمال على حساب الفن، ولم يعد يملك الوقت لمرافقة نجومه إلى الاستديو ليرسم معهم خطوات النجاح؟ هل رأى مصلحة في قناة ومجلة"مزيكا"وترويج"أحدث النغمات والشعارات"، وأيضاً في مشروعه التكنولوجي الجديد الذي يدمج الإذاعة بالإنترنت والذي يصفه بأنه يقدم الأعمال الغنائية في صورة جديدة بعيداً من الأسطوانة والكاسيت؟ هل أفلست"عالم الفن"بسبب طمع الفنانين المالي أكثر وأكثر، مع أن أعمالهم خاسرة، وينالون أكثر مما تربح أشرطتهم؟ أم إن قرار"روتانا"بالسيطرة على السوق الغنائية والاستيلاء على نجوم الأغنية في العالم العربي بات في مراحله الأخيرة؟ الجواب رهن الأيام المقبلة.