خيّم الحذر على المناطق الجنوبية المحاذية للخط الازرق بعد العمليات العسكرية مساء اول من امس في منطقة مزارع شبعا في القطاع الشرقي ورميش وعيترون في القطاع الاوسط وسجلت عملية تمشيط قام بها موقع الرمثا الاسرائيلي امس وتحليق لطائرة استطلاع رافقته تحركات لدوريات مؤللة في الجانب الاسرائيلي. وفي خرق لافت رمت الطائرات الاسرائيلية فجر امس مناشير فوق اكثر من منطقة لبنانية والعاصمة بيروت والضاحية الجنوبية منها ومنطقة بدارو قرب المستشفى العسكري تطالب الدولة اللبنانية بفرض سيادتها على الجنوب وبمنع"حزب الله"من دفع المنطقة باتجاه التصعيد العسكري الخطر. والتقط السكان والجيش اللبناني آلافاً من هذه المنشورات. وجاء في المنشور:"عاد"حزب الله"المعروف بخدمته لمصلحة اجنبية ونفذ اعمالاً ارهابية داخل اراضي دولة اسرائيل كي يجرها الى رد فعل، الامر الذي يخدم وجوده الارهابي. هذه الاعمال عديمة المسؤولية قد تجر وراءها الهدم والخراب وتعيد لبنان الى سنوات الفزع بعد ان ظهر أمل في هدوء وازدهار لبنان جديد. ايها اللبنانيون، حكومة ومواطنين: لا تسمحوا ل"حزب الله"ان يغامر بمستقبل لبنان ويدفع الوضع باتجاه التصعيد الذي سيمس بالشعب اللبناني بعد ان اختار طريق الاستقرار والازدهار. ترى دولة اسرائيل في الحكومة اللبنانية الطرف المسؤول عن كل عمل عدائي ينطلق من اراضيها اللبنانية. وتأمل منها ان تعمل بشكل فوري على فرض سيادتها في الجنوب وعلى منع حزب الله من دفع المنطقة باتجاه التصعيد العسكري الخطر". وذيل المنشور باسم"دولة اسرائيل". وحمل وزير الخارجية محمود حمود اسرائيل مسؤولية التصعيد الذي حصل. وقال ان الوزارة ابلغت امس الاول مجلس الامن الدولي تفاصيل الاعتداءات التي وقعت. وقال:"نعتبر ان المناشير التي القتها اسرائيل هي خرق لسيادة لبنان وسلامة ارضه وسمائه". من جانبه رد"حزب الله"في بيان اصدره امس على المناشير جاء فيه:"ان إقدام العدو الصهيوني على إلقاء مناشير فوق المناطق اللبنانية يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان واستقراره، فضلاً عن استفزازه لمشاعر اللبنانيين عبر وسائل مكشوفة تستهدف التحريض ضد مقاومتهم. إن هذه الخطوة العدائية تكشف مجدداً استمرار الاحتلال بعدوانه تجاه لبنان، وبالتالي فإن ما يريده العدو من خلق حالة ضغط نفسي ومعنوي على الشعب اللبناني لن يدفع باللبنانيين الا الى مزيد من التضامن الداخلي والتمسك بخيار المقاومة الرادعة للاحتلال عن أي مغامرة تجاه لبنان، كما لن يؤول الا الى الثبات على منطق المواجهة للاحتلال المستمر في مزارع شبعا اللبنانية. إن قيام العدو بهذه الخطوات العدائية تجاه لبنان، مستبيحاً الاعراف والمواثيق الدولية، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمنع مثل هذه الاعمال التي تستهدف سيادة دولة عضو في الاممالمتحدة. واعتبر نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان"ما حصل من إلقاء للمناشير هو عدوان على لبنان، ومحاولة للعب على الوتر النفسي، إضافة الى انه محاولة عسكرية سياسية اسرائيلية لجس نبض الشارع اللبناني". وأكد ان"الاسرائيليين سيتلقون الاجابة الصحيحة والواضحة وهي ان المقاومة بالمرصاد وان الشعب اللبناني في البلد كله داعم لحالة المقاومة". ولفت الى ان"تصدي المجاهدين للدورية الاسرائيلية المتسللة هو التزام ثابت من"حزب الله"ومقاومته بمنع اسرائيل من ان ترتكب أي اعتداء سواء كانت اهدافه عسكرية مباشرة او رسائل سياسية يرسلها الى الداخل او الى الخارج". وأشار الى ان"رد المقاومة الاسلامية افشل بالفعل تلك الرسالة التي ارادها العدو الاسرائيلي ووضح، بما لا يقبل الشك، انه على رغم كل التطورات في لبنان والمنطقة، ان مواجهة العدوان هي نمط قائم ودائم ولا مساومة في هذه المسألة". وشدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على الاجماع الوطني حول المقاومة وان رئيس الجمهورية اميل لحود"كان وما زال الداعم لخيار المقاومة". ونفى مصدر مسؤول في"حزب الله"ما كانت اسرائيل قد اعلنته عن تجدد الاشتباكات في الجنوب امس، وقال في بيان له"ان الذي حصل هو قيام موقع الرمثا الاسرائيلي في المزارع المحتلة بعملية تمشيط". الأممالمتحدة تستنكر واستنكر الممثل الشخصي للأمين العام للامم المتحدةلجنوبلبنان غير بيدرسن الهجمات التي وقعت الاربعاء من الجانب اللبناني للخط الازرق وتبادل اطلاق النار الذي تبعها بين"حزب الله"والقوات الاسرائيلية امس الاول وأمس والتي ادت الى مقتل جندي اسرائيلي ومقتل عنصر من"حزب الله"إضافة الى اصابة ثلاثة جنود اسرائيليين بجروح. وجاء في بيان الاستنكار الذي وزعه مركز الاممالمتحدة للاعلام في بيروت:"بحسب قوة الاممالمتحدة في جنوبلبنان اليونيفيل، سجل تسلل من مقاتلي"حزب الله"بعد ظهر الاربعاء. وبعده بقليل، أي نحو الساعة الخامسة، تعرضت مواقع للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا لنيران قذائف الهاون من جانب"حزب الله". وجراء ذلك، قام الجيش الاسرائيلي باطلاق قذائف من المدفعية والدبابات في مناطق مزارع شبعا ومناطق اخرى في جنوبلبنان. كما قام الجيش الاسرائيلي بإلقاء قنابل من الجو على مواقع ل"حزب الله"في كل من مزارع شبعا ومناطق اخرى في جنوبلبنان. وأفادت تقارير امس ان مروحيات اسرائيلية خرقت الاجواء اللبنانية وحلقت فوق مدن صور وصيدا وبيروت وقامت بإلقاء مناشير. وناشد الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدةلجنوبلبنان الحكومة اللبنانية ان تبسط سيطرتها على كل التراب وأن تمارس احتكار استعمال القوة وتضع حداً لكل الهجمات التي تنطلق من أراضيها. كما دعا السلطات الاسرائيلية لوضع حد للخروق الجوية للخط الازرق وحث كل الاطراف مجدداً على الاحترام التام للخط الازرق الذي تم ترسيمه واعتماده بإجماع من قبل مجلس الأمن. وذكر الاطراف بأن خرقاً واحداً للخط الازرق لا يمكن ان يبرر خرقاً آخر". وكانت اشتعلت مساء الاربعاء مواجهات بين"حزب الله"والجيش الاسرائيلي. وأعلن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي امس ان جندياً اسرائيلياً قتل فيما اصيب ثلاثة آخرون بجروح اصابة احدهم خطرة في هذه المواجهات. وتسببت الاعتداءات الاسرائيلية التي طاولت عصر الاربعاء بعض القرى الجنوبية باضرار في المنازل كما وقتل عدد من رؤوس الماشية وتحطم زجاج عشرات المنازل في بلدة كفرشوبا جراء الغارات الجوية التي طاولت محيط البلدة.