دخلت إسرائيل، أمس على خط تصعيد الوضع في الجنوب اللبناني، ورفع وتيرة التوتر الأمني هناك، في أعقاب مقتل جندي وإصابة سبعة بجروح، خلال الاشتباكات العنيفة بين «المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري لحزب الله» وقوة كوماندوس إسرائيلية حاولت اجتياز الخط الأزرق على محور الرمتا - السماقة إلى الجنوب من كفرشوبا على تخوم مزارع شبعا المحتلة. وعمد الطيران الإسرائيلي ليل الأربعاء - الخميس إلى إلقاء منشورات في مناطق الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، هددت فيها «بإعادة الهدم والخراب» وحملت الحكومة اللبنانية «مسؤولية كل عمل ينطلق من الأراضي اللبنانية ضد إسرائيل». وحملت هذه المنشورات توقيع «دولة إسرائيل». وجاء في هذه المنشورات: «إلى الشعب اللبناني وحكومته.. عاد «حزب الله» المعروف بخدمته لمصالح أجنبية ونفذ أعمالاً إرهابية داخل أراضي دولة إسرائيل كي يجرها إلى ردة فعل، الأمر الذي يخدم وجوده الإرهابي. هذه الأعمال عديمة المسؤولية قد تجر وراءها الهدم والخراب.. وتعيد لبنان إلى سنوات الفزع بعد أن ظهر أمل في هدوء وازدهار لبنان جديد. أيها اللبنانيون حكومة ومواطنين: لا تسمحوا لحزب الله أن يغامر بمستقبل لبنان ويدفع الوضع في اتجاه التصعيد الذي سيمس بالشعب اللبناني بعد أن اختار طريق الاستقرار والازدهار. ترى دولة إسرائيل في الحكومة اللبنانية الطرف المسؤول عن كل عمل عدائي ينطلق من أراضيها اللبنانية ضد إسرائيل، وتأمل منها أن تعمل بشكل فوري على فرض سيادتها في الجنوب، وعلى منع «حزب الله» من دفع المنطقة في اتجاه التصعيد العسكري الخطر». وكانت المقاومة الإسلامية قد أعلنت في بيان لها أنها تصدت عصر أمس الأول لقوة مشاة إسرائيلية اخترقت الخط الأزرق متسللة في اتجاه الأراضي اللبنانية في منطقة مزارع شبعا ودارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية أسفرت عن إصابات في جنود العدو. واعترف ناطق إسرائيلي بمقتل جندي وإصابة 7 آخرين بجروح بينهم ضابط أصيب بجروح خطيرة. لكنه قال إن الاشتباكات بدأت عندما تصدت قواتها لخلية من «حزب الله» تسللت إلى الأراضي الخاضعة لسيطرتها في مزارع شبعا. واعتبر «حزب الله» في بيان صدر عنه أمس أن إلقاء المناشير الإسرائيلية فوق المناطق اللبنانية يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان واستقراره. فضلاً عن استفزازه لمشاعر اللبنانيين عبر وسائل مكشوفة تستهدف التحريض ضد مقاومتهم. وقال إن هذه الخطة العدوانية تكشف مجدداً استمرار الاحتلال بعداوته تجاه لبنان، وبالتالي فإن ما يريده العدو من خلق حالة ضغط نفسي ومعنوي على الشعب اللبناني لن يدفع باللبنانيين إلا إلى المزيد من التضامن الداخلي والتمسك بخيار المقاومة الرادعة للاحتلال عن أي مغامرة تجاه لبنان. وأضاف البيان: إن قيام العدو بهذه الخطوات العدائية تجاه لبنان مستبيحاً الأعراف والمواثيق الدولية، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لمنع مثل هذه الأعمال التي تستهدف سيادة دولة عضو في الأممالمتحدة. من جهة ثانية أفاد بيان للجيش اللبناني أن طائرة استطلاع إسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية عند السابعة من صباح أمس آتية عن جهة الأراضي المحتلة، وحلقت فوق مناطق صور وبنت جبيل ومرجعيون ثم غادرت عند الثامنة والدقيقة العاشرة فوق بلدة الناقورة في اتجاه عرض البحر. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ طلعات استطلاعية ليلاً فوق قرى قضاء بنت جبيل والبلدات الحدودية في القطاع الأوسط. واتخذت قوات الطوارئ الدولية اجراءات أمنية وسيرت دوريات مؤللة، وأقفلت بوابات المراكز الرئيسية، كما شوهدت آليات إسرائيلية نصف مجنزرة تجول مقابل الحدود الدولية، مقابل بلدتي رميش ويارون.