بدأ مسؤول بارز في الحكومة الإسبانية مهمة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالنزاع حول الصحراء الغربية تمهيداً لبلورة خطة عاجلة تكفل إنهاء التوترات التي تعرفها المنطقة بعد ما تصفه جبهة"بوليساريو"ب"انتفاضة"الصحراويين في مدن صحراوية ومغربية. وأوضح كاتب الدولة الإسباني للشؤون الخارجية بيرنادينو ليون غروس أن بلاده"منشغلة جداً بسبب الوضع في الصحراء"، لافتاً إلى أن مدريد لا يمكن أن تشتغل على الملف"في مناخ يغلب عليه العنف". ودعا"كل الأطراف إلى العودة إلى الهدوء"للمساهمة في"البحث عن حل سياسي". وأعلن مصدر رسمي في"بوليساريو"أن المسؤول الإسباني التقى، مساء الثلثاء، زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز ساعتين وعرضا التطورات التي تعرفها أزمة الصحراء. وزار غروس، أمس، موريتانيا والمغرب. وأعلن في وقت لاحق، أمس، أن زعيم"بوليساريو"سيعقد، السبت المقبل، مؤتمراً صحافياً في المركز الدولي للصحافة في العاصمة الجزائرية. وذكر السيد محمد خداد، القيادي البارز في"بوليساريو"، أن الطرف الصحراوي شدد خلال اللقاء مع المسؤول الإسباني على"المسؤولية التاريخية والأخلاقية لإسبانيا في تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية والتي تنتهي فعلاً عندما يُسمح للشعب الصحراوي بالتعبير الحر عن مستقبله عبر استفتاء تقرير المصير". وتابع أن زعيم"بوليساريو"طلب من المسؤول الإسباني التدخل ليتم"في العاجل فتح الأراضي الصحراوية للمراقبين الدوليين والصحافة". وثمّن قرار البرلمان الإسباني إرسال لجنة لمعاينة تصرفات السلطات المغربية ازاء"الانتفاضة"في عدد من المدن الصحراوية. وفي رفض غير مباشر لعرض الوساطة الإسباني، نُقل عن زعيم"بوليساريو"أن المهمة الأساسية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية"تقع على عاتق هيئة الأممالمتحدة التي يتوجب عليها تحريك العمل خصوصاً أن الأمر يتعلق بتصفية استعمار". وأجرى المسؤول الإسباني في الجزائر محادثات مع وزير الخارجية السيد محمد بجاوي الذي أكد رفض بلاده أي إطار آخر لتسوية النزاع في الصحراء الغربية في الأممالمتحدة. وقال ان معالجة هذا الملف تبقى"من اختصاص هيئة الأممالمتحدة، وتسويته يجب أن تتم ضمن المبادئ التقليدية لهيئة الأممالمتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار". وأكد بيان وزعته الخارجية الجزائرية دعم"إيجاد حل سريع لطرفي النزاع بين جبهة بوليساريو والمغرب في إطار مرجعيات هيئة الأممالمتحدة"، وجدد التمسك بمبدأ"دعم العلاقات الأخوية مع المغرب". وحاول المسؤول الإسباني تجنب إطلاق صفة"الوساطة"على مهمته. وقال في تصريحات في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف إن زيارته"ليست في إطار وساطة ولكن في إطار التعبير عن القلق السياسي لإسبانيا"ازاء التطورات التي تعرفها المنطقة. وفي الرباط، قالت مصادر مطلعة ان رئيس الحكومة الجزائرية السيد أحمد أويحيى سيزور المغرب في 21 حزيران يونيو الجاري، في الزيارة الأولى لمسؤول على هذا المستوى في ظل الأزمة الناشئة بين البلدين على خلفية انهيار مساعي عقد القمة المغاربية في طرابلس الشهر الماضي. وقال سفير المغرب في الجزائر سعيد بن ريان ان الزيارة ترتدي أهمية بالغة وانها ذات"طابع سياسي"في إطار أول اجتماع للجان الوزارية المشتركة منذ سنوات، كونها مختصة في درس الملفات العالقة وفي مقدمها امكان فتح الحدود البرية المغلقة منذ أكثر من عشر سنوات.