أثبت الشباب اللبناني قدرته على تغيير مجرى السياسة في بلده. ولبنان كغيره، لا يشيد بنيانه الا بهمة شباب واع يتطلع الى وطن افضل. روى الشباب في لبنان ربيعاً حلمنا به كلنا. في ساحتي الشهداء والصلح. ذلك الربيع الذي كان قاب قوسين او ادنى. ليصحو الجميع ولما يأت. تظاهر واعتصم الشباب في مشاهد لا مثيل لها في أي بلد عربي آخر. بعيداً عن تفاصيل الاتجاهات السياسية لهم، وهي متعددة، معارضة كانوا او موالاة، الكل عبر عن رأيه. هذا دليل عافية، وظاهرة صحية. اوشكت ان تعطينا الامل بغد اكثر سماحة وديموقراطية. غير ان الامل المأمول بات يسرق امام اعيننا وفي وضح النهار. فهاهم السياسيون والزعماء المعروفون منذ خلقنا يسرقون الامل. يعودون الى سياسات الماضي وكأن لا شيء تغير. تحالفات الماضي تعود اكثر غرابة واللامنطق سيد الموقف. آخرون يهددون بنزول الشباب الى الشارع مجدداً. في الفترة القريبة الماضية كنت هناك مطالب حقة، على رأسها كشف حقيقة اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ومطالب اخرى لمنع تأجيل الانتخابات ورفض التدخل الاجنبي واقالة بعض المسؤولين. واليوم هناكمطالب اخرى، كالعفو عن رموز الحرب وتغيير قانون الانتخابات. وربما يدعى الشباب غداً الى النزول للشارع للمطالبة بنزع سلاح المقاومة. أمقدر على الشباب ان يكون وقود النزاعات وضحية التحالفات. ألم يحن الوقت لينظر الشباب الى امور البلد على اساس مصالحهم. فهم في النهاية مستقبلهم. ألا يفهم الشباب ان معظم السياسيين يستغلون حماستهم من مقاعد نيابية ووزارية. ألم يرفض النواب خفض سن الاقتراع الى الثامنة عشرة؟ اما البطالة بين رجل قطاع الشباب فحدث ولا حرج. زيارة الى مقرات السفارات الاجنبية تكشف يأس آلاف الشباب الذي يحلم بالهجرة. كثيرون يطمحون بالوصول الى المجلس عبر دم الشهيد الحريري. وكثيرون يقطعون الطريق نفسه على اكتاف الشباب. آن الوقت للشباب ان ينزل الى الشارع ولكن من اجل نفسه هذه المرة. من اجل لقمة العيش الكريمة في وطنه. من اجل خفض سن الاقتراع ليصبح شريكاً كاملاً في تقرير مصير وطنه. وليقول بالفم الملآن لا للاقطاع السياسي الذي لم يعمل ابداً لمصلحة البلاد او العباد. نعم لوجوه جديدة تجدد شباب لبنان. كاميليا بسام - المنامة Kamilia - bassam @ hotmal.com