سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تلقيه ضوءاً أخضر من المجلس الثوري ل "فتح" بالموافقة على الصيغة المعدلة للنظام الانتخابي . عباس يقرر تأجيل موعد الانتخابات التشريعية و "حماس" تتهم السلطة ب "التفرد" في القرار
انتقدت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بشدة قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ارجاء موعد الانتخابات التشريعية والذي صدر بعد ان تلقى عباس ضوءاً اخضر من المجلس الثوري لحركة"فتح"بالموافقة على الصيغة الجديدة للقانون الانتخابي المعدل مناصفة ما بين التمثيل النسبي والدوائر كما اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية في"اعلان القاهرة". جاء ذلك في الوقت الذي اكد فيه رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح ان ابومازن طلب منه بواسطة المجلس التشريعي وضع النص القانوني الملائم لاستحداث منصب نائب الرئيس في خطوة أثارت ردود فعل مختلفة في الاوساط الفلسطينية. وبعد ان أقر المجلس الثوري لحركة"فتح"بتصويت داخلي اجراء الانتخابات على اساس صيغة النظام المختلط مناصفةً ما بين التمثيل النسبي والدوائر واوصى حركة"فتح"، بما في ذلك الاعضاء في"كتلة فتح"داخل المجلس التشريعي بالتزام هذا القرار، اصدرعبّاس مرسوماً رئاسيا يقضي بارجاء الانتخابات التشريعية"لاتاحة الوقت لحل خلاف بشأن اصلاحات مقترحة للقانون الانتخابي"، مضيفاً انه سيعلن موعداً جديداً في وقت لاحق. وشهدت جلسات المجلس الثوري نقاشات حادة في شأن الأولويات المطروحة، اذ شدد عدد من اعضاء المجلس على ضرورة العمل على اعادة بناء حركة"فتح"استعداداً للمعركة الانتخابية المقبلة. وجاء قرار الرئيس قبل يوم واحد فقط من فتح باب الترشيح للانتخابات بحسب النظام الانتخابي القديم. واكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح في تصريح ل"الحياة"انه يحق للرئيس تأجيل موعد الانتخابات، موضحاً في الوقت ذاته ان الرئيس عبّاس"استند الى عدم موافقته على القانون المعدل الذي اقره المجلس التشريعي والذي يشمل تمثيل المنتخبين بحسب نظام الدوائر بنسبة 67 في المئة ونظام التمثيل النسبي بنسبة 33 في المئة وهو قانون خارج عن التوافق الوطني الذي تم التوصل اليه في اعلان القاهرة بين الفصائل الفلسطينية". واضاف ان قرار الرئيس جاء لأسباب"تقنية". وانتقد الشيخ حسن يوسف احد قادة حركة"حماس"قرار التأجيل، متهماً السلطة الفلسطينية ب"التفرد"في اتخاذ القرار لأسباب فئوية ضيقة. وقال ل"الحياة"ان التأجيل"خروج عن الاجماع الوطني الذي ابرم في القاهرة". غير ان يوسف رفض القول ما اذا كان هذا التأجيل سيؤدي الى مقاطعة"حماس"للانتخابات برمتها وقال:"نحن لدينا قرار بالمشاركة ويجب التوصل الى صيغة توافقية في ما بيننا". وقال ان عدم تحديد موعد جديد للانتخابات"غير مطمئن". وقال حسن ان المسوغات والتبريرات التي ساقها الرئيس الفلسطيني"غير مقنعة"اذ كان بالامكان التوصل الى حل منذ اعلان القاهرة وليس في اللحظة الاخيرة. وفي خط مواز، كشف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني روحي فتوح ل"الحياة"ان عباس طلب منه وضع صيغة قانونية من خلال المجلس التشريعي لاستحداث منصب نائب رئيس السلطة"بشكل موقت"وليس في حالة وفاته. واوضح فتوح ان الرئيس طلب استحداث هذا المنصب لكي يقوم صاحبه بالمهام اللازمة اثناء سفره وغيابه عن ارض الوطن. واكد فتوح ان القانون الفلسطيني ينص على ان يكون الرئيس منتخباً من جانب الشعب. وكان عبّاس"اعرب عن رغبته"في استحداث هذا المنصب الجديد في النظام السياسي الفلسطيني علناً فور عودته الى رام الله بعد اجراء عملية"قسطرة"في القلب في العاصمة الاردنية. وقال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني نبيل شعث ل"الحياة"ان هذه الفكرة تراود الرئيس منذ انتخابه ولا صلة لها لا بوضعه الصحي ولا بالخلاف القائم بينه وبين رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي. وقال:"ناقشت مع طبيب الرئيس الدكتور عبدالله البشير وضع الرئيس، وهو في تمام الصحة ولا يعاني من انسداد في الشرايين. الرئيس يسعى الى تكريس المأسسة في السلطة". واضاف شعث:"لا علاقة لذلك بالخلاف بين ابو مازن وابو اللطف لأن الحديث عن نائب لرئيس السلطة، وهذا المنصب يجب ان يشغله فلسطيني من الداخل بحكم المهمة. اما في ما يتعلق بأبو اللطف فإن الحديث يدور عن تعيينه نائباً لرئيس دولة فلسطين ونائباً لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية". وشجع عباس"حماس"على الانخراط في الحياة السياسية على امل دعم الهدنة التي اصبحت مهددة بشكل متزايد نتيجة انتهاكات وتوسيع نطاق حجم ما يحظى به من تفويض شعبي لاجراء محادثات سلام مع اسرائيل. ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون محاولات عباس ضم النشطاء للعملية السياسية باعتباره استرضاء وقال ان المحادثات بشأن اقامة دولة فلسطينية لا يمكن ان تستأنف حتى ينزع عباس سلاح النشطاء ويحل المنظمات التي يعملون تحت لوائها. وشاركت"حماس"في العملية الانتخابية للمرة الاولى اواخر العام الماضي ومنذ ذلك الحين حققت انتصارات على"فتح"في انتخابات المجالس المحلية في الضفة الغربية وغزة.