يعتبر الكثيرون أن أبرز المشكلات التي تواجه فناني اليوم هي إدارة أعمالهم. وفي حين يحدد المغني في بلاد الغرب، مهمته فقط في انتقاء الأغاني وتسجيلها وإقامة الحفلات، يعيش عالمنا العربي فوضى عارمة في هذا المجال: المغني نفسه يقوم بالمهمات كلها أو يوكل الى أحد أفراد عائلته الإشراف على إدارة أعماله، من دون أن يتمتع الأخير بالخبرة والدراية اللازمتين. دخلت إدارة الأعمال بمفهومها العريض إلى العالم العربي عندما أسس المخرج اللبناني سيمون اسمر مكتباً خاصاً بإدارة أعمال الفنانين عُرف باسم"مكتب استوديو الفن". منذ ذلك الحين، بدأ اسمر وفريق عمل متكامل، رعاية أعمال النجوم الذين تخرجوا في برنامج"استوديو الفن"، ما ساعد على ظهور أسماء كثيرة تعاملت مع هذا المكتب، وحققت نجاحاً لافتاً، نذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، عاصي الحلاني ونوال الزغبي ووائل كفوري وباسكال مشعلاني ورامي عياش وفارس كرم ومايا نصري... في تلك الفترة لمعت هذه الأسماء في شكل كبير، ومع ازدياد مداخيل هؤلاء - كان يتقاسمها معهم أسمر، قرر بعضهم مغادرة المكتب، وتوكيل أشقائهم وأقاربهم مهمة إدارة أعمالهم بغية التخفيف من مصاريفهم العملية. غير أن المشكلة كانت في القدرة على الحفاظ على النجومية واستمراريتها. وبالفعل استطاع بعضهم الحفاظ على موقعه، في حين تراجعت اسهم كثيرين، أبرزهم وائل كفوري الذي غادر المكتب لثلاث سنوات بسبب خلافات مادية. تراجعت نجومية المطرب اللبناني في شكل ملحوظ، على رغم انه اعتمد على بعض الملحنين والشعراء في إدارة أعماله. إلا انه خسر الكثير، ما جعله يقرر العودة إلى كنف سيمون أسمر الذي أعاده إلى الساحة بقوة من خلال ألبومي"عمري كلو"و"قرب ليّ". أما بالنسبة إلى الذين اعتمدوا على آباءهم وازواجهم أو أشقائهم أو أقاربهم في إدارة اعملهم، فالمشكلة تكمن في عدم دراية المحيطين بالفنانين، بأمور الفن وشؤونه، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى التحدث مع أهل الصحافة بأصوات عالية وألفاظ نابية، أفقدت الفنان صدقيته واحترامه عند الناس. إلا أن لكل قاعدة شواذها. فالمطربة نوال الزغبي، وبعد انتهاء عقدها مع مكتب"استوديو الفن"، اعتمدت على زوجها ايلي ديب في إدارة أعمالها الذي اكمل مسيرة نجاح زوجته ويعاونه أيضاً شقيقها مارسيل الزغبي الذي بدأ يرافقها في رحلاتها إلى خارج لبنان. لا شك في أن بعض الأخطاء شابت إدارة أعمال نوال الزغبي. إلا أن هذه الأخطاء لم تؤثر سلباً في مسيرتها. كما ان إدارة خضر علامة لأعمال شقيقه النجم راغب علامة، دليل آخر على نجاح هذه التجربة. أخيراً، اختلفت القاعدة. فالنجوم الجدد في الساحة الغنائية، بدأوا يستغنون عن خدمات الأهل والأقارب، موكلين مهمة إدارة أعمالهم إلى أصحاب الاختصاص. والمثال الأكبر على ذلك، نانسي عجرم. الأمر نفسه حصل مع اليسا التي ابتعدت عن الأقارب والأهل وأوكلت مهمة إدارة أعمالها إلى محترف هو أمين أبي ياغي، وأيضاً هناك أمل حجازي وهيفاء وهبي وماريا اللواتي ابتعدن من الأهل وجعلن المتمرسين يديرون أعمالهن ويثبتن خطواتهن في عالم الفن والمهرجانات، في شكل ملحوظ.