هل تتوقف أمام مقالاته في جريدة"النهار"التي دافع فيها عن الديموقراطية والحرية والسيادة في وجه فقهاء الارهاب السياسي؟ ام تتعداها الى الحديث عن مؤلفاته التي تناولت حروب لبنان والشقاء العربي وفي طليعتها كتاب"تاريخ بيروت"الذي نشره باللغة الفرنسية لدى"دار فايار"في باريس، فاعتبر بحق مرجعاً موسوعياً لكل من اراد التعرف على ماضي هذه المدينة وحاضرها؟ هل تتحدث عن اهتمامه بالاضاءات على الحالة الثقافية في لبنان من خلال انشائه"دار الليالي للنشر"؟ او تتناوله كأستاذ جامعي في معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت؟. لا تعرف من أين تبدأ لتشهد في بضع كلمات لمثقف متمرس في كل ميادين المعرفة، هو الذي نشأ على التفكير الفلسفي والتاريخي من خلال دراسته الجامعية في فرنسا، مما منحه رؤية ثاقبة وقدرة عالية على التحليل والتفسير وشجاعة سقراطية في مواجهة سفسطائيي الفكر وبؤر المتحايلين والشاذين السياسيين في هذه البقعة من العالم. سمير قصير، المتوثب في فكره والجامح في دفاعه عن القضية المحقة للوطن والقاسي احياناً في نقده للواقع الجائر يقتله حب الحق الذي قلّ في هذا الزمن. غير اننا كلنا سمير قصير! يُقطع رأس، فينبت رأس آخر على طريقة الافعوان الخرافي ذي التسعة رؤوس الذي تحدثنا عنه الميثولوجيا الاغريقية. رحل سمير قصير، ولد سمير آخر ومن له اذنان فليسمع!