كلّنا مفجوع باستشهاد الصديق والزميل سمير قصير وربما تتضاعف الفجيعة عندما أتذكر أنه كان أحد طلابي في المرحلة الثانوية. انه الشجاع ذو القلب الطيب، الجريء، الوطني، التقدمي الذي قاوم النظام الأمني بقلمه، وكلنا يذكر كيف طارده الأمن العام طويلاً ونزع منه وثيقة السفر، وقد وصلت هذه المطاردة حدّ اعتراض سيارته عندما كان في رفقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. سمير قصير منذ عرفته طالباً كان لامعاً ومثقفاً منفتحاً، كنا نتحدث عن ألبير كامو وسارتر والثقافة عموماً، وكنت أتابعه عندما كان يكتب في"لوموند ديبلوماتيك"ثم تابعته عندما كنا زميلين في جريدة"النهار"، هذا المثقف المنفتح ذو الموقف الواضح، يعيدنا الى زمن المثقف الملتزم والعلماني الذي يحمِّل مهنته متاعب القضايا الكبيرة. وقد اختاروه ليكون في حلقة من حلقات اجرامهم، وليرهبوا الثقافة والصحافة والمجتمع المدني. قتله نوع من محاولة اسكات هذا المجتمع العظيم الذي صنع 14 آذار، كأنهم يغتالون عبر الشهيد سمير قصير 14 آذار نفسه.