لماذا تكون مسألة وهب الأعضاء حساسة عند تناولها مع الأقارب؟ ج - لأن وهب الأعضاء يتعلق بالموت، وببقاء الجسد تاماً غير ناقص. إلا أن الموت أجلي تماماً عن حياتنا اليومية. في بداية القرن العشرين مثلاً كان الأولاد يتعلمون القراءة في كتب يتكرر فيها ذكر الموت. ويمثَّل عليه بغياب فأرة أو قط صغير. أما اليوم، فالقطط والفئران، في كتب الأطفال، تعيش سعيدة في عالم من الهناء والرغد. وعلى النحو نفسه، يحاول أولياء الأمر تجنيب أطفالهم حضور مراسم الدفن، ظناً منهم أنهم بذلك يجنّبونهم العذابات. ونرى شطراً متعاظماً من البالغين الشباب لم يحاذوا في عائلتهم قريباً وافته المنية. بينما كان الموت، قبل 30 أو أربعين سنة خلت، من أمور الحياة اليومية. إذاً، ثمة غياب متعمد لفكرة الموت. ومردّه الى حسبان ان الطب يقوى على كل شيء. وفكرة الموت، عندما تطغى، تكون مقرونة بنهاية الحياة التي يجب أن تأتي من غير عذاب وبخفة النعاس. ... ألا يصاب بعض الأشخاص بتردد أو إرباك حيال فكرة أن فقيدهم لن يبقى هو نفسه إذا انتزع أحد أعضائه؟ ج - ينبغي أن نعرف ان انتزاع الأعضاء يحصل في سياق مأسوي ومعجل: فهو مأسوي لأن العائلة فقدت للتو أحد أفرادها، وهو معجل لأن على الأهل اتخاذ قرار سريع في شأن الجراحة. واقتران العذاب الحاد بالقرار السريع يؤدي الى صدمة نفسية لدى العائلات. وبعض الأسر يخاف أن يلحق مزيد من الأذى بميتهم في حال العبث بجسده. وهذا مسوغ الإعلان عن وهب الأعضاء والشخص لا يزال حياً. فمثل الاعلان هذا يخفف عن الأهل وقع الأمر.... ويحسن بالأزواج تناوله والكلام فيه. فهذا أيسر عليهم منه بين الأهل والأولاد. وينبغي تجاوز النزعة الى رد المقسوم والمقدر الناجم عن طغيان التطيّر - وعن الاعتقاد أن التكلم في الأمور الخطرة سبب في حصولها. وهذا هو الوجه التقليدي الذي يجب تخطيه. فإلى يومنا هذا، لا دليل على أن الكلام على الموت يعجل في قدومه. عن دانيال مارسيلي طبيبة نفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى بواتييه، لوموند الفرنسية، 22/6/2005