افتتحت المعارضة الليبية مؤتمرها في لندن، أمس، بالتشديد على ضرورة تغيير نظام حكم العقيد معمر القذافي وتشكيل"حكومة انتقالية"تُعد للعودة الى الدستور الذي كان معتمداً أيام العهد الملكي. وافتتح الموتمر صباحاً بآي من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني الذي كان معتمداً أيام الملكية. وتحدث السيد عاشور بن خيال آملاً بأن يكون المؤتمر"نواة تساعد في صياغة ممارسة جديدة وفي فتح آفاق جديدة أمام العمل الوطني". وقال ان المعارضين الغائبين عن المؤتمر أفراداً أو فصائل"هم معنا في خندق واحد"و"يجب ان لا ننسى ان الالاف لا يزالون في السجون". ولفت الى ان"القوى الوطنية تأخرت في تقديم صيغة سياسية متكاملة يمكن ان تواجه نظام العقيد القذافي"كما انها"لم تنجح بعد في حشد طاقات الليبيين حول برنامج وطني بسبب سياسة العزل والحصار وضعف التواصل مع سائر الليبيين". وعرض الدكتور علي الترهوني، نائب رئيس لجنة الاعداد للمؤتمر، مراحل التحضير له من حوارات آذار مارس 2004 بين مختلف القوى وصولاً الى اعلان"الاخوان المسلمين"عدم مشاركتهم و"لم ينته الأمر الى شقاق أو خلاف"، ثم حوارات"ملتقى التشاور الوطني"الذي ساهمت فيه سبعة فصائل معارضة. واتفق على عقد هذا المؤتمر على ان يكون"مبادرة ليبية وطنية خالصة، فلا اتصالات سياسية أو أمنية مع أي جهات غير ليبية"، كما اشترط الاعتماد على المصادر الذاتية لتمويل المؤتمر، وتوجيه الدعوة الى كل ليبي بغض النظر عن انتمائه. والقى يوسف عزت المقريف"كلمة المغيبين"وذكر منهم منصور الكيخيا وعزت المقريف وعمر النامي والشيخ محمد البشتي، وكذلك الإمام موسى الصدر ورفيقيه، ودان"جرائم التغييب". واختفى والد يوسف، القيادي في"الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا"، في مصر عام 1990، ولم يزر يوسف ليبيا في حياته، إذ انه ولد في المغرب عام 1983 ويعيش حالياً في الولاياتالمتحدة، وقال ل"الحياة"انه ما زال يأمل بأن يكون والده حياً، وان المعلومات عنه متضاربة وبعضها يقول انه مسجون في ليبيا. وتحدث الدكتور الشارف الغرياني عن أهمية التركيز على حقوق الانسان في عمل المعارضة و"علينا ابراز جسامة الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها النظام"مشيراً الى مجزرة سجن ابو سليم في طرابلس التي راح ضحيتها مئات السجناء عام 1996. وتحدثت"الحياة"، على هامش المؤتمر، مع الأمير محمد الحسن الرضا، المطالب بعرش ليبيا، فقال ان لقاء المعارضين"يهدف الى تأكيد وجود اجماع في الخارج له امتداد داخل ليبيا على ان النظام غير مرغوب فيه ويجب ان يرحل فوراً ... يجب اسقاطه". وأضاف انه يحترم قرار مقاطعي المؤتمر"فلا بد ان تكون هناك وجهات نظر مختلفة، وإلا نكون في ديكتاتورية". وتابع انه بعد سقوط نظام الحكم الحالي"يجب ان يحل محله نظام شرعي عبر انتخابات تُشرف عليها الأممالمتحدة ... فليس من حق أي انسان ان يقرر شكل النظام في ليبيا سوى بعد استفتاء الناس عليه". وقال ان من الطبيعي ان يجلس مع معارضين آخرين لا يريدون عودة الملكية الى ليبيا"فحتى في البرلمان الملكي كان هناك ناس لا يؤمنون بالملكية". ودافع عن تشكيل"حكومة انتقالية"بعد تغيير النظام الحالي، وقال انها ستكون"حكومة موقتة لاعداد الانتخابات". ودعا الليبيين الى الخروج في تظاهرات للمطالبة بسقوط نظام الحكم"لكن التظاهرات يجب ان تكون سلمية لا تحصل فيها عمليات تخريب وعنف". أما الأمين العام ل"جبهة الانقاذ"السيد ابراهيم صهد فأكد ل"الحياة"ان اصرار المؤتمر على تنحية الزعيم الليبي، وهو الأمر الذي تسبب في عدم مشاركة"الاخوان المسلمين"في جلساته، سببه"ان العقيد القذافي جاء الى الحكم قبل 36 سنة من دون أي تخويل شعبي عبر صناديق الاقتراع، وتحمّل الليبيون مسؤولية تصرفاته طوال تلك الفترة ... هذا الحكم لم يقدم لليبيا سوى الخراب، وهو لا يمتلك القدرة على التغير، وليس هناك من خيار سوى تغييره". كذلك دافع عن فكرة تشكيل"الحكومة الانتقالية"، قائلاً انها"ستدعو الى انتخاب جمعية تأسيسية وعرض الدستور على استفتاء شعبي". وقال ان"التغيير يحصل داخل ليبيا، ونحن روافد له في الخارج". وقال ل"الحياة"السيد نوري الكيخيا، من"التجمع الوطني الديموقراطي الليبي"تأسس عام 1976، ان"النظام يجب ان يتنحى سلماً عن السلطة، فصلاحيته الزمنية انتهت". وقال ان الحكومة الانتقالية"ستمهّد لارساء نظام دستوري وديموقراطي. نحن نطالب بالعودة الى دستور الاستقلال عام 1951، ثم عرض الأمر على استفتاء شعبي حر لاختيار طبيعة النظام أو العودة الى النظام الملكي". وقال"ان تنظيمنا جمهوري، لكنني شخصياً أرى ان طوق النجاة الوحيد هو عودة النظام الملكي عبر الأمير محمد الحسن السنوسي الوريث الشرعي للعرش". ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن السيد سالم محمد من"الحركة الوطنية الليبية"المشاركة في اعداد المؤتمر، ان حركته المتفرعة عن رابطة عمر المختار ساعدت الزعيم الليبي في الوصول الى السلطة في انقلاب 1969 لكنها "كانت من أولى ضحاياه".