بدات المعارضة الليبية حملة سلمية للاطاحة بالعقيد معمر القذافي رافضة فكرة العودة الى طرابلس «على متن الدبابات الاميركية»، وذلك في ختام مؤتمرها الاول الذي نظمته لمدة يومين في لندن. وأمام السفارة الليبية في العاصمة البريطانية تجمع امس نحو 150 معارضاً ليبياً بعد يومين من المباحثات في احد فنادق كنسينغتون وهم يرفعون الاعلام ويرددون هتافات معارضة «للدكتاتور القذافي». وقد اراد المتظاهرون بذلك احياء الذكرى التاسعة للمذبحة التي راح ضحيتها اكثر من 200 سجين سياسي قتلوا بين 28 و30 حزيران/يونيو 1996 خلف اسوار سجن ابو سليم سييء السمعة في طرابلس. الا ان هذه التظاهرة ليست سوى البداية الرسمية لمسيرة نضال سلمي طويلة من اجل اسقاط العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ 35 عاما. وقال علي الترهوني أحد المندوبين ال300 الذين شاركوا في لندن السبت والأحد في اول مؤتمر للمعارضة الليبية في المنفى «لا نريد حلاً على الطريقة الأفغانية او العراقية لا نريد العودة الى بلدنا على ظهر دبابات اميركية». وقد جاء هؤلاء المندوبون اساسا من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والمانيا. وترى كل الاحزاب المشاركة من «الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا» الى «التجمع الجمهوري» و«التجمع الاسلامي» الى «الاتحاد الدستوري الليبي» ان الحل العسكري ليس حلا. وقال عاشور بن خيال رئيس مؤتمر لندن ان الديموقراطية يجب ان تعود الى ليبيا لكن «بالوسائل السلمية» و«بتشجيع الشعب على النزول الى الشارع». وقال هذا العضو في التجمع الوطني الليبي ان «العصيان المدني» هو الذي سيسقط نظام القذافي كما حدث مع الكتلة الشيوعية الاوروبية السابقة. لذلك دعت المعارضة الليبية في بيانها الختامي الى «الاكتتاب الشعبي من اجل تمويل وسيلة اعلامية فعالة لمخاطبة الشعب الليبي» وتحدث البعض عن اذاعة واخرون عن موقع انترنت حيث «اثبتت هذه الاداة فعاليتها في اوكرانيا مؤخرا وبدات تظهر فاعلية في ليبيا» كما يؤكد علي الترهوني. وبعد «اعادة الشرعية الدستورية الى الحياة السياسية الليبية» و«تنحي العقيد معمر القذافي عن كافة سلطاته وصلاحياته الثورية والسياسية والعسكرية والامنية» تريد المعارضة الليبية على الاثر «تشكيل حكومة انتقالية في داخل البلاد من عناصر مشهود لها بالوطنية والنزاهة لادارة البلاد لمدة لا تزيد عن سنة». واكدت ان «مهمتها الاساسية هي العودة بالبلاد الى الحياة الدستورية» عن طريق الدعوة الى انتخاب جمعية وطنية تأسيسية تقوم بمراجعة الدستور تحت اشراف الاممالمتحدة واحداث التعديلات المناسبة حياله وعرضه على الشعب الليبي في استفتاء عام. إلا ان المعارضة لم تضع جدولاً زمنياً محدداً لهذه العملية واقر عاشور بن خيال ان «الأمر قد يتطلب أشهرا أو سنوات» وقد وقف امام علم ليبيا السابق ذي الثلاثة ألوان الأحمر والاخضر والاسود الذي يتوسطه هلال ونجمة والذي لا يقبل بديلاً له «الخرقة الخضراء» التي فرضها القذافي بعد توليه الحكم عام 1969.