الظروف غير العادية منحت تكافؤًا كاملاً وندية مؤكدة لمباراة الليلة بين منتخبي المانياوالبرازيل، في الدور نصف النهائي لكأس القارات لكرة القدم في نورمبورغ، والظروف العادية ترجح بالطبع كفة البرازيليين ابطال العالم واميركا الجنوبية، بما لديهم من نجوم ومهارات واستقرار وعجلة انتصارات مستمرة، وعلى العكس يعاني الالمان من اهتزاز شديد في كل البطولات الدولية، وتبدل الجهاز الفني 3 مرات في السنوات الاخيرة، واعتزل معظم النجوم وقل متوسط اعمار اللاعبين، ولكن مباراة الليلة تأتي في اجواء تمنح الالمان فرصة ضخمة لتحقيق فوز تاريخي يضرب به اصحاب الملعب عصافير عدة بحجر واحد. أولها: الوصول الى المباراة النهائية لكأس القارات للمرة الأولى في التاريخ، وتصاعد الامل في اضافة اللقب الوحيد الذي لم تحرزه المانيا حتى اليوم. وثانيها: ارضاء الجماهير الالمانية الضخمة التي تؤيد المنتخب بشدة في كل مبارياته وتمثل عنصراً هائلاً في الضغط على المنافسين. وثالثها: زرع الثقة في المنتخب المجدد ومدربه الجديد يورغن كلينسمان قبل تنظيم المانيا لنهائيات كأس العالم على ملاعبها صيف 2006. ورابعها: رد الاعتبار امام المنتخب البرازيلي الذي فاز على المانيا 2- صفر في المباراة النهائية لكأس العالم 2002، واحراز اول فوز على البرازيل منذ 12عاماً. وخامسها: احراز اول فوز لألمانيا على منتخب كبير منذ تشرين الاول اكتوبر 2000، ولم يتمكن المنتخب الالماني عبر 4 سنوات من تحقيق أي فوز على منتخب من الدول المصنفة بين العشرة الاوائل عالمياً. جماهيرياً، ألمانيا حجزت مقاعدها في ملعب نورمبورغ، ووصل التدافع الى ذروته عبر اليومين الماضيين لشراء 5145 تذكرة متبقية للمباراة، ومن المؤكد أن تقترب سعة الملعب من 60 ألف متفرج، وغزارة الحضور الجماهيري في نورمبورغ ليست الوحيدة، وشهد الملعب في الدور الاول للبطولة غزارة في الاهداف ما جعله الملعب الاكثر تسجيلاً، واهتزت الشباك في مباراتين بعشرة اهداف وهو معدل غير طبيعي في عالم كرة القدم حالياً، وفازت الارجنتين على استراليا 4-2 وتعادلت المانيا مع الارجنتين 2-2 في نورمبورغ. نقص محدود: لا يفتقد المنتخب الالماني في مباراة اليوم إلا لنجم خط الوسط الصاعد باستيان شفاين شتايغر 20عاماً لاعب بايرن ميونيخ للإيقاف بعد حصوله على انذارين، وتأكد غيابه عن المباراة ضد البرازيل منذ الدقيقة الثانية في لقاء الارجنتين عندما نال الانذار الثاني، ويمثل باستيان قوة كبرى للمنتخب الالماني في الجبهة اليسرى، لانه بارع في الانطلاق وارسال الكرات العرضية، ولكن المدرب الالماني يورغن كلينسمان لديه وفرة بين البدلاء لاسيما بعد استعادة النجم دايسلر لياقته البدنية والذهنية، ومنحه المدرب عبر 3 مباريات فقط في كأس القارات زمناً للمشاركة اكثر مما ناله مع ناديه بايرن ميونيخ بطل الدوري والكأس في ألمانيا عبر الشهرين الاخيرين، ودايسلر من افضل لاعبي العالم على الاطلاق في الرؤية الواسعة للملعب وكشف تحركات زملائه ومنافسيه. وانخفاض معدل اعمار لاعبي المانيا يقلل نسبياً من خبراتهم لاسيما في خط الدفاع الذي اهتزت شباكه 3 مرات امام استراليا ومرتين امام الارجنتين، ولكن حماسة اللاعبين واندفاعهم ولياقتهم البدنية العالية والتزامهم الخططي اعادت الكثير من صورة المنتخب الالماني القوي خلال البطولة. تصدرت المانيا مجموعتها برصيد 7 نقاط من الفوز على استراليا 4-3 وعلى تونس 3- صفر والتعال مع الارجنتين 2-2، ولديها اقوى خط هجوم في الدورة برصيد 9 أهداف. رباعي الرعب وعلى الجانب الآخر يمثل الارهاق عنصراً سلبياً بين لاعبي البرازيل، لاسيما النجوم الذين شاركوا في المباريات حتى حزيران يونيو الجاري، وخاض المهاجمان ادريانو وربينهو مباراتين مع نادييهما انترميلان الايطالي وسانتوس البرازيلي في كأس ايطاليا وكوبا ليبرتادروس على التوالي خلال هذا الشهر. والارهاق امتد ايضاً الى رونالدينهو وكاكا نجمي برشلونة الاسباني وميلان الايطالي، وكلاهما لعب اكثر من 60 مباراة رسمية خلال الموسم الطويل، والمرهقون الاربعة ادريانو وربينهو ورونالدينهو وكاكا هم رباعي الرعب في هجوم البرازيل ويشكلون عبئاً ثقيلاً على أي دفاع، وهو ما دفع المدافع الالماني الصاعد بير ميرث ساكر للتأكيد على اصابته بقلق وتوتر قبل المباراة امام أقوى هجوم في العالم. ويحرص المدير الفني البرازيلي المخضرم كارلوس باريرا على الدفع بتشكيلته الثابتة من البداية ومن دون أي تغيير، وتضم ديدا - سيسينهو ولويسيو وروكي جونيور وغيلبرتو - زي روبرتو وايمرسون وكاكا ورونالدينهو - ادريانو وروبينهو، وكان باريرا مغامراً عندما اراح اربعة من لاعبيه الاساسيين في مباراته الاخيرة ضد اليابان. ولا يخفي المدرب البرازيلي مخاوفه من ضغوط 60 ألف الماني في المدرجات ومن تأثيرهم على التحكيم، ولكنه اكد ثقته في شجاعة وخبرة لاعبيه الذين يقدمون دائماً افضل ما لديهم في المباريات الفاصلة وتحت الضغوط الكبيرة - وللمرة الثالثة على التوالي - وعبر3 مباريات في كأس القارات - يتحتم على انصار منتخب البرازيل مواجهة احد ابنائهم، وسبق للبرازيلي زينها اللعب مع المكسيك واسقاط البرازيل 1- صفر، وتبعه المدرب البرازيلي زيكو مع اليابان وتعادل 2-2، وجاء الدور على المهاجم الالماني كيفين كوراني وهو من مواليد مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية لأب ألماني وأم من بنما، وعاش 15 عاماً في ريو ولعب في 3 اندية برازيلية في مرحلة الطفولة والصبا وكان حلمه الاكبر اللعب لمنتخب البرازيل، ولكنه نال الجزء المعاكس من الحلم وهو اللعب ضد منتخب البرازيل وسجل لالمانيا هدفها الوحيد في لقائهما الودي العام الماضي وانتهى بالتعادل 1-1.