لن تقتصر الإثارة في مباراة الليلة في هانوفر بين البرازيلوالمكسيك على الملعب واللاعبين والحكم والأهداف، ولكنها ستمتد بكل تأكيد الى المدرجات والحفلة المتوقعة لجماهير البلدين، وهما الأشهر عالمياً بالألوان الزاهية والتقاليع الجديدة والطبول الضخمة، وهما أحالا الشوارع في المرحلة الأولى إلى مهرجانات بديعة عقب فوزيهما على اليونان واليابان من دون أي حادثة تقلق الأمن أو تخيف المواطنين. مباراة البرازيل ضد المكسيك في المرحلة الثانية في المجموعة الثانية لكأس القارات لكرة القدم تحمل الفائز فيها الى الدور ربع النهائي، والمنتخبان حققا الفوز في المرحلة الأولى، وأكدا علو كعبيهما على بطلي أوروبا واسيا بفضل المهارات الفنية العالية.والجديد في المباراة ان المنافس الأكبر لمنتخب البرازيل هو ابن السامبا القديم زينها الذي نال الجنسية المكسيكية قبل عام، وأثبت في لقاء اليابان أنه الأفضل والأخطر وسجل الهدف الأول ونال لقب نجم المباراة واستحق ثناء الجميع، وهو أكد رغبته العارمة في الفوز على بلده الأول. وبتواضع شديد أكد المدير الفني المكسيكي ريكاردو لافوبي ان منتخبه ليس الأقوى في مواجهة البرازيل، وأن الأسلوب سيتغير بالطبع عنه في مباراة اليابان لإيقاف الرباعي الرهيب رونالدينهو وكاكا وادريانو وروبينهو، وهي مهمة ليست سهلة على أقوى منتخب في العالم، ويكفي انهم هزوا دفاع اليونان الذي أحرز بطولة أوروبا بفضل صلابته، واحرزوا 3 أهداف في الحارس نيكو بوليديس. وقال لافوبي:پ"لدينا أيضاً عدد من الموهوبين القادرين على احراز الأهداف في المواقف الصعبة امثال بورغيتي وفونسيكا وباردو وزينها، والأهم هو الاستعداد لكأس العالم 2006. ورد المدرب البرازيلي كارلوس باريرا على التصريحات التي ملأت صحف العالم حول قدرة منتخب السامبا على الاستغناء عن خدمات مهاجمه الأول والأشهر رونالدو - هداف البرازيل في السنوات العشر الأخيرة - بعد الاداء المميز للثنائي ادريانو وروبينهو في مباراة اليونان. وكانتپ"الحياة"واحدة من الصحف التي أكدت ان الثنائي ادريانو وروبينهو هو الذي يتمناه أي مدرب في العالم ويجعله مرتاحاً ولا يفكر في لاعب آخر ما يقلل من فرص عودة رونالدو الى تشكيلة المنتخب. وقال باريرا في مؤتمر صحافي:پ"رونالدو لاعب بالغ الأهمية لمنتخب البرازيل اذا كان في حالة بدنية ومعنوية جيدة، وهو لاعب أساسي ومؤثر ولا يمكن الاستغناء عنه، وتذكروا ماذا فعل في نهائيات كأس العالم 2002 وأهدافه الثمانية التي حققت اللقب للبرازيل. وحول تصريحات النجم ريفالدو المحترف في اوليمبياكوس اليوناني ورغبته في العودة لمنتخب البرازيل، وهو ما دعمه الاسطورة بيليه حول حاجة المنتخب لجهود ومهارات ريفالدو قال باريرا:"ريفالدو لاعب كبير وتابعت انجازاته مع ناديه وفوزه ببطولتي الدوري والكأس واستعادته مستواه العالي، ومن الممكن أن يجد مكانه مجدداً في المنتخب، ونحن نقوم بعملية تجديد في التشكيلة وندفع باللاعبين صغار السن مثل روبينهو وكاكا من دون أن يقلل ذلك من قوة المنتخب أو قدرته على الفوز بالألقاب، من دون الاستغناء عن أصحاب الخبرة. ولن يغير باريرا أحداً في التشكيلة التي بدأت أمام اليونان وشملت ديدا، سيشينهو ولوسيو وروكي جونيور وغيلبرتو - زي روبرتو وايمرسون وكاكا ورونالدينهو - ادريانو وروبينهو. ويدير المباراة طاقم حكام من افريقيا بقيادة التونسي مراد الدعمي ومعه مواطنه توفيق ادجنجي والاوغندي علي توماسنغي، والحكم الرابع الايطالي روبرتو روسيتي. اليونان واليابان لن يقنع المدربان الكبيران الالماني اوتو ريهاغل والبرازيلي زيكو بالتعادل في مباراتهما الليلة في فرانكفورت، ويتفاءل الاول مع منتخب اليونان بوجود طاقم حكام الماني للمباراة من هربرت فانديل ومساعديه كارستين كاداش وفولكر فيزيل، وقالت الصحافة اليونانية إن النصر الأكبر في تاريخ البلاد كروياً بالفوز بكأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي في لشبونة في المباراة النهائية على البرتغال تحقق مع الحكم الالماني ماركوس ميرك. ريهاغل كان حزيناً بعد الخسارة الثقيلة صفر - 3 امام البرازيل، وهي هزت الصورة الجميلة للدفاع اليوناني الصلب الذي لم يستقبل هدفاً واحداً في الادوار النهائية في بطولة أوروبا أمام فرنسا في ربع النهائي وتشيخيا في نصف النهائي والبرتغال في النهائي، وهزت ايضاً هجوم اليونان وهو الوحيد الذي لم يسجل هدفاً في المرحلة الاولى لكأس القارات على رغم أنها شهدت 16 هدفاً في 4 مباريات. ويغيب كابتن اليونان تيودوروس زاغوراكيس عن المباراة بعد سفره الى ايطاليا للمشاركة في مباراة ناديه بولونيا ضد بارما للهروب من الهبوط، وهو غاب عن مباراة الناديين الاولى في بارما لاشتراكه مع المنتخب، ولكن الأخبار الطيبة حملت شفاء المصابين الثلاثة ميهاليس كابسيس الذي غاب عن مباراة البرازيل وسيتاريديس وكيرغياكوس اللذين خرجا بين شوطي المباراة الاولى للاصابة ايضاً. ويرى ريهاغل ان جماهير اليونان التي زاد عددها على أنصار البرازيل في اللقاء الأول سيكون لها دور رئيس في لقاء اليابان، ووصلت الجماهير بالفعل الى مدينة فرانكفورت قبل يومين من المباراة وأحالت شوارعها الى أمواج من اللون الأزرق وصمت هتافاتها"هيلاس - هيلاس"وهي كلمة اليونان بلغتها المحلية الاذان في كل مكان، ويتميز الجمهور اليوناني بالسلوك الممتاز والتشجيع الدائم من دون انقطاع ومن دون النظر الى النتيجة وهو ما وضح عندما تقدم البرازيليون 3- صفر وظل صوت جمهور اليونان هو الأعلى. ويعتمد ريهاغل على المهاجمين خاريستاس وفريزاس من البداية. وهو يرى أن المنتخب الياباني قوي عقلياً وبدنياً وليس سهلاً ولكن فريقه يعرف جيداً كيف يحقق الفوز. ومن جانبه، أبدى زيكو غضبه لإهدار فريقه لفرص الفوز على المكسيك في الشوط الأول بعدما تقدم 1- صفر وسيطر على اللقاء، ولكن لاعبيه لا يزالون بلا خبرات دولية في البطولات الكبرى، وهو ما يحرص على اكتسابه من مباراة الى أخرى ومن بطولة الى أخرى. ولا يخشى زيكو على لاعبيه من جماهير اليونان الغفيرة ولا من الآثار السلبية للهزيمة أمام المكسيك بقدر ما يخشى عليهم من الارتياح والثقة الزائدة بعد التقدم بهدف أو بعد السيطرة على المباراة، وهو عيب خطير ينم عن سلوك غير احترافي لأن المباراة لا تنتهي إلا مع صافرة حكم اللقاء. ويجري زيكو تعديلاً في تشكيلة المباراة الاولى بإعطاء الفرصة للمهاجم الاحتياطي تامادا من البداية.والمباراة هي الاولى في التاريخ بين اليونان واليابان على أي صعيد على عكس مباراة البرازيلوالمكسيك اللذين التقيا 20 مرة وكانت آخرها فوز البرازيل 4 - صفر الصيف الماضي.