نفت الخرطوم أمس مزاعم متمردي شرق السودان ان القوات الجوية السودانية تشن غارات قصف مكثفة تستهدف المدنيين في منطقة البحر الاحمر شرق السودان، في ما يبدو محاولة لسحق حركة التمرد هناك. وقال الناطق باسم الحكومة السيد عبدالباسط سبدرات ان"لا صحة للمزاعم"بأن الجيش السوداني يقصف المنطقة جواً، لكنه أشار الى ان قوات الجيش تواصل تمشيطها بعد صد هجوم المتمردين يوم الأحد. واتهمت"جبهة الشرق"و"حركة العدل والمساواة"اللتان هاجمتا الأحد مواقع حكومية جنوببورتسودان واكدتا انهما حققتا تقدماً مهماً، الخرطوم بانتهاج استراتيجية مشابهة لتلك التي تستخدمها في منطقة دارفور غرب البلاد. وقالت الحركتان ان القصف بدأ الخميس في سهل بركة شرق توكار المدينة التي تقع في منتصف الطريق بين بورتسودان والحدود الاريترية. وصرح صالح برقين أحد قادة جبهة الشرق الى الصحافيين في اسمرا"ان الحكومة السودانية تقصف المدنيين في سهل بركة". واضاف"ان القصف متواصل حالياً"صباح أمس الجمعة مؤكداً سقوط"العديد من الجرحى"من دون تحديد عددهم وان"مستشفيات توكار وبورتسودان لم تعد تستوعب المزيد من الحالات الطارئة". واكد برقين"انهم يقصفون المدنيين لأنهم لم يتمكنوا من مواجهة قواتنا.. انهم لا يقصفون قواتنا خوفاً من ان تسقطهم دفاعاتنا"، موضحاً في الوقت نفسه ان قوات المتمردين لم تنجح في السيطرة على توكار. من جهته اعلن قائد آخر من حركة التمرد هو عزالدين بقي من"حركة العدل والمساواة"من منطقة دارفور أمس الجمعة في اسمرا:"قصفوا مدنيين في محيط توكار كما فعلوا في دارفور". واكد للمراسلين"ان المدنيين يغادرون توكار ويتوجهون الى بورتسودان هرباً من القنابل". أما برقين فاتهم الخرطوم بأنها ارسلت الى شرق البلاد"قوات خاصة.. القوات ذاتها التي قتلت متظاهرين في بورتسودان"في كانون الثاني يناير الماضي. ويسيطر المتمردون الشرقيون على قطعة صغيرة من الأرض مجاورة مباشرة لاريتريا في شرق السودان منذ اواخر التسعينات. وانشئت جبهة الشرق في شباط فبراير نتيجة اندماج حركة"مؤتمر البجا"وجماعة أصغر هي حركة متمردي"الأسود الحرة". وتربط الجبهة علاقات ودية مع جماعات المتمردين في دارفور ومع المتمردين السابقين في جنوب السودان. وقال تيسير علي الأمين العام لحزب تحالف قوى السودان المعارض ان آخر هجوم شنته الطائرات الحربية للحكومة السودانية على المدنيين في الشرق كان في أيار مايو عام 2000. واردف قائلاً عندما ابلغ بتقارير القصف حول توكار ان هذا سيعتبر من دون شك تصعيداً. وقال ان طائرات"انتونوف"تحلق على ارتفاع عال ومن ثم ففي اي وقت ترى جمعاً من الناس تلقي قنابلها التي تسقط دائماً على مدنيين وغالباً على اسواق اسبوعية.