يشيع اليوم في موكب شعبي ووسط اقفال عام جثمان الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، فينقل جثمانه عند الساعة الواحدة ظهراً من مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت الى كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة - وسط بيروت، سيراً على الاقدام، ليوارى بعد الصلاة عليه في مسقطه في بتغرين. وكان قاضي التحقيق الاول في بيروت عبدالرحيم حمود استمع امس الى افادة سائق حاوي الذي كان برفقته لحظة حصول الجريمة وأصيب بجروح طفيفة ثابت بزي، كما استمع الى افادة مرافق حاوي فؤاد زنيط الذي يتناوب عادة مع بزي على قيادة سيارة حاوي. وينتظر القاضي حمود ايداعه تقرير الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح جثة حاوي، وكذلك اجوبة على الاستنابات القضائية التي سطرها في القضية الى الاجهزة الامنية للاستقصاء وجمع المعلومات. وكان خبراء فرنسيون وأميركيون وصلوا الى بيروت ليل اول من امس، وعاينوا امس مكان الجريمة وهم متخصصون في المتفجرات والادلة الجنائية، وكان خبراء من مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي اف بي آي عاينوا اول من امس مكان الجريمة لمدة ساعتين وأخذوا عينات من سيارة حاوي ومحيطها. وواصلت قيادة الحزب الشيوعي وعائلة الشهيد حاوي تقبل التعازي في كنيسة صالون مار الياس بطينا ? وطى المصيطبة من شخصيات سياسية وديبلوماسية وحزبية ونقابية وعسكرية لبنانية. وابرز المعزين النواب الرئيس حسين الحسيني وأنطوان غانم ووليد عيدو وسيرج طورسركيسيان ويغيا جيرجيان وبهيج طبارة وقاسم هاشم، وممثل جامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن الصلح والسفراء: ظافر الحسن وفؤاد الترك ومحمد شطح، والوزراء السابقون فؤاد السنيورة وفؤاد بطرس والياس سابا والفضل شلق، وممثلون عن منظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للخدمات العامة وجبهة التحرير الفلسطينية و"التيار الوطني الحر"وحزب الهانشاك وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الأحباش ورابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ورئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني ورئيس حزب التضامن اميل رحمه. وتلقت عائلة حاوي برقية تعزية من الرئيس العراقي جلال الطالباني اعتبر فيها"ان توسيع دائرة الارهاب والاغتيالات تعبير عن حال اليأس والعزلة السياسية لمنتهجيها والمروجين لها والمشجعين عليها. كما انها تعكس خشية الانظمة والجماعات الاستبدادية من انتصار الديموقراطية والاحتكام الى مبادئها وترسيخ اسس دولة القانون والمؤسسات". واتصل معزياً الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد. وتلقى نجل ارملة الشهيد رافي مادايان اتصالين من الرئيس الياس الهراوي والنائب سعد الحريري. الأممالمتحدة تنفي الى ذلك، نفى مركز الأممالمتحدة للإعلام في بيروت ان تكون لجنة الاممالمتحدة الدولية المستقلة للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد كبير من الضحايا الآخرين استجوبت او التقت الامين العام الاسبق للحزب الشيوعي جورج حاوي قبل اغتياله في 21 حزيران يونيو الجاري. أسرة حاوي ترد على عون وردت أسرة حاوي على النائب المنتخب العماد ميشال عون الذي اعتبر ان اغتيال حاوي قد يكون تصفية حسابات، في بيان اعتبرت فيه"ان الكلمات تعجز عن وصف التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن شخصية كانت سوقت نفسها بصفتها جزءاً من عملية الانقاذ الوطني ومن كفاح المعارضة من اجل التغيير، واذ بها تصبح جزءاً من عملية اسكات الاصوات وتعميم اللوائح المرعبة". وأضاف البيان:"اننا نربأ بالعماد عون الذي بذل فقيدنا الغالي كل قواه من اجل عودته الى ارض الوطن، ان يتصرف من منطلق يتراوح بين الشماتة لاغتيال الشهيد وبين التغطية على القتلة، ومن يدري فقد يكون هذا تمهيداً للانقضاض على رمز آخر من رموز الحرية والديموقراطية ومهما يكن من امر مقاصد العماد عون باتهاماته للشهيد وهي ممارسة فريدة في التاريخ من حيث التعامل مع الشهداء الابرار، فإننا نؤكد لزعيم"التيار الوطني الحر"اننا لن نتراجع عن ايماننا بالحرية الحقة. ونؤكد له ان جورج حاوي متورط حقاً في حب شعبه وفي الدفاع عن فلسطين الانتفاضة وفي الايمان بالتآخي الحقيقي بين العرب وبالروابط اللبنانية - السورية على اسس الاحترام المتبادل، واذا كان مثل هذا التورط يستحق الحكم بالإعدام فتفضلوا وأصدروا حكمكم على جميع المدافعين عن لبنان واستقلاله وجموع المقاومين والاحرار والقائلين بالحوار الوطني والوطن اللاطائفي". ردود الفعل وتواصلت امس ردود الفعل على الجريمة، فحمّل النائب السابق فارس سعيد"بقايا النظام الامني السوري - اللبناني المسؤولية السياسية في اغتيال حاوي"، وأعرب عن خشيته من"بروز مغامرات سياسية في الوسط المسيحي تقابلها في الاوساط الاخرى مغامرات سياسية تدخل البلد في آتون صراع سياسي طائفي تستفيد منه سورية اقله من الناحية السياسية". وأسف النائب هنري حلو الى"ان احداً لم يتمكن حتى الآن من توقيف أي من المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت والتي لن تؤثر في الوحدة الوطنية لأن الشعب اللبناني بات يدرك مخاطر الفتنة التي يسعى المجرمون لإثارتها". واعتبر النائب اللواء انطوان سعد البقاع الغربي ان"استشهاد حاوي يخلف فراغاً اكيداً على الساحة السياسية اللبنانية". وصنفت الرابطة المارونية اغتيال حاوي بأنه"جريمة ارهابية اخرى في مسلسل الاغتيالات المنهجي المستمر الذي يخيم بالموت الجوال على لبنان ويتهدد شعبه بالترويع والقتل ويحوّل اللبنانيين بقسم منهم الى شهداء وضحايا وبقسم آخر الى مشيعين متنقلين من جنازة الى اخرى". وأعربت الرابطة في بيان لها عن قلقها الشديد الذي"بات ينتاب ايضاً مواطنينا بصورة يومية ملازمة الامر الذي بات يحملهم على طرح اسئلة عن جدوى الانفاق الرسمي المخصص للأمن والاجهزة الامنية والعسكرية والذي يشكل القسم الاكبر من الانفاق العام في موازنة الدولة العامة". ودعت الى"تعبئة للرأي العام تجعل كل مواطن خفيراً على أمنه وأمن جيرانه ومواطنيه والتحلي بأعلى درجات اليقظة الدائمة"، والى"انشاء خلية ازمة مركزية"تنسق في ما بين كل الاجهزة الامنية المتناحرة احياناً في ما بينها ومع الجيش بغية توحيد الجهود والعمل في مكافحة الارهاب والتصدي الفاعل لمسلسل القتل والاغتيال. واقترحت تخصيص"مكافأة مالية كبرى من اجل المساعدة على كشف مرتكبي الجرائم ومدبريها". وأكدت"ان الشعب اللبناني لن يستسلم امام هذا الترويع الذي يبتغي جعل مسألة الامن في لبنان هي الشاغل الاوحد له". واستنكر الجريمة رئيس الندوة الاقتصادية وجيه البزري و"اللقاء المتني"و"الرابطة السريانية"وجمعية الصناعيين اللبنانيين والحزب العربي الديموقراطي. وأبرق الأسرى المحررون من السجون الاسرائيلية معزين بپ"الأب الروحي للمقاومة منذ تأسيسها عام 1982، عرفناه قائداً على كل جبهات النضال الوطني وانساناً لا يتعب ولا ينكفئ ويخطو على الدوام الى الأمام ويتخذ المواقف الجريئة في زمن تراجع الآخرين". واعتبروا ان"باغتياله والكاتب الصحافي سمير قصير ارادوا تخويف شعبنا وردعه عن المسيرة الديموقراطية، لكننا نقول اننا اليوم اكثر جرأة وشجاعة في اتمام مسيرة التحرير والحرية والاستقلال التي استشهدتما دفاعاً عنها، فليسقط رأس الاجهزة الارهابية المشتركة".