تحول تشييع جثمان الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي إلى تظاهرة وطنية حاشدة، رفضاً لمسلسل الاغتيالات الذي يضرب لبنان منذ شهور. وشارك في التشييع جميع رموز المعارضة اللبنانية المنضوية في «لقاء البريستول» فيما سجل غياب شبه تام للدولة والشخصيات الرسمية، واقتصر الحضور الرسمي على المواكبة الأمنية للجنازة في شوارع العاصمة اللبنانية. وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، حيث وضع الجثمان في سيارة دفن الموتى، في اتجاه كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس في ساحة النجمة وسط بيروت. وأحاط بالسيارة أفراد عائلته وحشود شعبية، غالبيتهم من الحزب الشيوعي، الذي كان الشهيد أميناً عاما له على مدى سنوات طويلة. وتحول التشييع إلى تظاهرة شعبية عارمة رفضاً لمسلسل الاغتيالات، ورفع المواطنون الأعلام اللبنانية وصور الشهيد حاوي، ورددوا أناشيد حماسية من مكبرات الصوت وهتافات. وامتلأت شوارغ غرب العاصمة التي كانت أقفلت تلبية لدعوة هيئة متابعة لقاء البريستول بحشود المستمعين الذين كانوا تجمعوا عند نقاط التجمع المحدد، في شارع الحمراء وصولاً إلى الكبوسية والضائع، نزولاً في اتجاه سبيرس فبرج المر، ثم انعطفوا في اتجاه السراي الحكومية، فساحة رياض الصلح الى ساحة النجمة. وأمام الكنيسة احتشد عشرات الألوف من المواطنين حول المبنى، فيما كانت مراسم الصلاة على الجثمان تجري وقائعها داخل الكنيسة التي غصت بالشخصيات السياسية، وأبرزها سعد رفيق الحريري ووليد جنبلاط وزوجته نورا، والرئيس أمين الجميل، وعدد كبير من نواب المعارضة. ومن بين الحاضرين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه موفداً من السلطة الفلسطينية، وعضو مجلس الشيوخ الفرنسي روبير صيوه على رأس وفد من الحزب الشيوعي الفرنسي، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة. وألقى المطران جورج خضر الرقيم البطريركي بعد الصلاة، كما القى رافي ماديان كلمة العائلة، وتلا ذلك كلمات تكريم مروة وحدادة. يشار إلى أن أصدقاء الشهيد الصحافي سمير قصير كانوا قد نفذوا اعتصاماً بالشارع أمام موقع الجريمة، حيث اغتيل قصير قبل نحو 22 يوماً. وتخلل الاعتصام الذي شاركت فيه زوجته الزميلة جيزيل خوري قراءة نصوص من كتابات حاوي، كما القى أمين سر حركة اليسار الديموقراطي النائب الياس عطا الله كلمة أهدى فيها فوزه في الانتخابات إلى روح جورج حاوي وإلى كل محبيه ورفاقه. وفي ختام الاعتصام وضعت زوجة قصير وناشر جريدة «النهار» غسان تويني الورود على النصب الذي وضع للشهيد وتوج بصور الشهيدين جورج حاوي وسمير قصير، كما أضاء أصدقاؤه الشموع.