قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان أي لجوء الى القوة العسكرية لن يساعد العراق على النهوض اذا لم يعمل قادته السياسيون على توحيد البلاد. جاء ذلك عشية جولة لوزير الخارجية في االشرق الأوسط الذي يصل اليوم إلى عمان للبحث في الموضوع العراقي. وأضاف اوباما في تصريح إلى محطة «سي ان ان» ان «التضحيات الاميركية أعطت العراق فرصة لإقامة ديموقراطية دائمة ولكنها ضاعت. واللجوء الى قوة النار الاميركية لن يكون قادراً على ابقاء البلاد موحدة، قلت هذا بوضوح ل (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي ولكل المسؤولين الآخرين في داخل» العراق. وتابع: «اعطينا العراق فرصة لإقامة ديموقراطية منفتحة على كل الاطراف والعمل لمواجهة تحدي الانقسامات بين الطوائف وتأمين مستقبل افضل لأطفالهم. وللأسف، شاهدنا تدهوراً في الثقة» بين الطوائف. ويعود كيري اليوم الى الشرق الاوسط على امل تخطى الانقسامات الطائفية في العراق بعد فشل مساعي الحكومة الاميركية لدى المالكي. ومع ان القادة الاميركيين لم يدعوه الى التنحي، مكتفين بالقول ان العراقيين هم من يختار قادتهم، الا انهم لم يخفوا موقفهم انه بدد فرصة لاعادة بناء البلاد منذ انسحاب القوات الاميركية في 2011. وكان اوباما كشف هذا الاسبوع خطة لارسال 300 مستشار عسكري الى العراق لكنه شدد على ان الولاياتالمتحدة لن تستثمر موارد وتخاطر بأرواح رعاياها ما لم يحصل تغيير سياسي في البلد الذي احتلته في 2003. وقال: «ليست هناك قوة نار اميركية ستكون قادرة على ابقاء البلد موحداً». واضاف: «قلت هذا بوضوح ل (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي ولكل المسؤولين الاخرين في داخل» البلاد. وفي عمان سيلتقي كيري نظيره الاردني ناصر جودة ويبحث معه «التحديات على الصعيد الامني في الشرق الاوسط». وينتقل بعدها الى بروكسيل لحضور اجتماع وزاري للحلف الاطلسي قبل قمة ايلول (سبتمبر). وسيناقش الحلفاء الازمة في اوكرانيا. ثم يزور باريس حيث يبحث مع «شركاء اقليميين اساسيين وحلفاء في الخليج التحديات الامنية في الشرق الاوسط، خصوصا في العراق وسورية». وتشاور الجمعة مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في كل هذه الملفات، على ما أعلنت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي. وكانت واشنطن تدعم المالكي عند توليه منصبه في 2006 عندما قمع ميليشيات شيعية ومد يده الى القادة السنّة. الا ان سياسته باتت طائفية اكثر في الاشهر الماضية مما حمل مسؤولين اميركيين على مطالبته بان يكون رئيساً لكل العراقيين بمن فيهم الاكراد والسنّة والمسيحيون. وكشف الهجوم الكاسح الذي شنه مسلحو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» واستولوا على مناطق عدة من شمال العراق في الاسبوعين الماضيين مدى عمق الانقسامات الطائفية. كما ان هذه الانقسامات هي احد اسباب عجز القوات العراقية التي فشلت في صد الجهاديين. ويقول خبراء انه وعلى رغم بلايين الدولارات التي صرفت على تدريب القوات العراقية وعتادها، الا ان الجنود لا يكترثون لا لحماية المدن السنّية ولا المالكي.