أهدى النائب المنتخب سعد الدين الحريري الانتصار في الانتخابات النيابية بعد اختتام مرحلتها الأخيرة في الشمال"اولاً الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وروح الشهيد باسل فليحان وأرواح رفاقهما الأبرار، وروح الشهيد سمير قصير". كما أهداه الى"الزميل مروان حمادة الناجي من اول محاولة في سلسلة الاغتيالات الإرهابية، ايضاً الى الدكتور سمير جعجع، الخارج قريباً من السجن بإذن الله". معتبراً ان الشمال حسم هوية المجلس النيابي الجديد، وأعطى الغالبية المطلقة للمعارضة التي انبثقت من انتفاضة الاستقلال في 14 آذار مارس. وجاء كلام الحريري خلال مؤتمر صحافي عقده في دارة العائلة في قريطم امس، وألقى كلمة شكر فيها"كل ناخب ادلى بصوته لأي مرشح او لأي لائحة لأنه اسهم بالممارسة في صون نظامنا الديموقراطي". وقال:"اكرر كامل الاحترام لرأي الناخب أياً كان هذا الرأي واستعدادي للتعامل مع قراره على انه امر واقع لا بديل منه، لأن في هذا اساس نظامنا الديموقراطي...". وشكر الحريري ايضاً الحكومة ووزارة الداخلية"على حيادها وأدائها، والقضاة والإداريين الذين شاركوا في العملية الانتخابية ووزارة الدفاع والجيش والقوى الأمنية التي سهرت على امن الناخب والمرشح والعملية الانتخابية، والمراقبين الدوليين الذين اشرفوا على حسن سير الانتخابات وصدقية نتائجها، ووسائل الإعلام والمتطوعين الى أي جهة سياسية انتموا، الأهل والأصدقاء والمناصرين، لا سيما شبان وشابات تيار المستقبل"، ودعاهم لالتزام الحكمة والهدوء والممارسة الديموقراطية وقبول الرأي الآخر بانفتاح، كما علّمنا جميعاً الرئيس الشهيد. وأعلن الحريري ان الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية وروح 14 آذار انتصرت في الشمال، كما في المناطق الأخرى كلها"انتصر اهل لبنان لمشروع رفيق الحريري، ومشروعه هو مشروعنا. هو مشروع إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، ولصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين. ومشروع النهوض الاقتصادي والاجتماعي بلبنان، الذي تم تعطيله منذ اواخر العام 1996. أي منذ بدأ النظام الأمني ينقض على الحياة السياسية. وهو مشروع هدف الى اعادة إعمار لبنان في مرحلته الأولى. ثم انتقل الى مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية في مرحلته الثانية، والتي كان مؤتمر"باريس 2"حلقة اساسية من حلقاتها. وهومشروع حاول، منذ اليوم الأول، الإصلاح الإداري. وسيواصل هذه المحاولة. انه مشروع عمل على مقاومة الفساد، يوم كان الفساد نظام الحكم في لبنان. وسيواصل مكافحته الفساد، ليس بالشعار والضوضاء، وإنما بسياسات اقتصادية واجتماعية واضحة وبإطلاق يد القضاء المستقل". وكرر الحريري:"ان جميع اللبنانيين يعرفون من عرقل"باريس-2"وعطل مشروع مواصلة الإعمار والإنماء المتوازن. ويعرفون ما كان يعنيه هذا المشروع من ازدهار وكرامة للبنان واللبنانيين. لقد عطلوا مشروع رفيق الحريري عن سابق اصرار وتصميم، لكن اللبنانيين لن يقبلوا بعد اليوم أي سياسة توقف عجلة البناء الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي". وأكد ان الانتخابات"اصبحت وراءنا. نحن اليوم امام مرحلة جديدة في تاريخ لبنان. مرحلة تتطلب صحوة وطنية تُخرج البلاد من غبار العملية الانتخابية. وتتطلب التعالي على أي اساءات شخصية او عبارات اطلقت خلالها، للانطلاق الى آفاق جديدة تخدم مصالح اللبنانيين الذين اختاروا ممثليهم وليس مصالح الطبقة السياسية التي تمثل اللبنانيين. نحن نعتبر الفائزين في الانتخابات، من حلفائنا كما من منافسينا، ممثلين لكل اللبنانيين. صحيح انهم فازوا في مناطقهم، لكنهم يمثلون، كما نمثل نحن، كل مواطن في لبنان، وسنتعاطى مع الجميع على المستوى نفسه من المسؤولية. اننا لا نعتبر انفسنا على خصومة مع احد. قد نكون على خلاف في الرأي، لكننا لن نسمح لهكذا خلاف ان يتحول الى مشكلة تعيق اعادة بناء الدولة واسترجاع المسار الديموقراطي وإحياء معادلة الوفاق الوطني. هذه المعادلة ركن اساسي من اتفاق الطائف". وأكد الحريري انه في ضوء التشاور"مع حلفائنا من الكتل الأخرى في المجلس النيابي الجديد سنقرر موقفنا من رئاسة الحكومة وولاية رئيس الجمهورية كما اننا لن نقفل باب الحوار مع الأطراف الأخرى، ومستعدون للتحاور مع الجميع". ورداً على ما قاله العماد ميشال عون عن استعمال المال السياسي لضمان الفوز، طلب الحريري ان يقدم عون أي دليل يملكه الى القضاء"نحن نرفض ان يحكى عن المال السياسي، ونحن لم نستعمل المال السياسي"وسأل:"هناك نحو 170 ألفاً صوتوا لنا، هل جميعهم من دون ضمير؟ ان الناس لا تُشرى ولا تباع، ويجب احترام كرامات الناس، والبلد للجميع". وذكّر انه حين فاز العماد عون في المتن الشمالي وكسروان وجبيل"هنأته وآمل ان يبادر الى ذلك ويقوم بالواجب". وأعلن الحريري سيره على نهج والده"بعدما دفعنا الثمن غالياً لحريتنا". واستغرب اتهامه بإثارة النعرات الطائفية"وحلفاؤنا هم القوات اللبنانية والكتائب وقرنة شهوان وغيرهم من المسيحيين، والسيدة ستريدا جعجع نالت العدد الأكبر من الأصوات في الدائرة الأولى، و"تيار المستقبل"فاز في طرابلس بأصوات المسيحيين، ترى هل المصالحة الوطنية تأجيج طائفي". ودعا الحريري الجميع الى الجلوس الى الطاولة وعرض البرامج ومناقشتها"فلا يمكن بناء البلد بالاتهامات بل بالعمل وهذا ما ينتظره المواطنون". وتمنى على الرئيس كرامي"ان يتصل بالمفتي محمد رشيد قباني ويعتذر منه، إذ لا يجوز اتهام دار الفتوى، ولها استقلالها ورأيها الحر"ونحن نحترمها كما نحترم المقامات والأديان كلها"، معتبراً انه لم يشحن الناس"بل قلنا لهم ان مشروع رفيق الحريري في خطر والتغيير في خطر وأن مشروع الأمور والأجهزة لا يزال قائماً...". ولفت الى انه من اولى مهمات المجلس النيابي الجديد والحكومة المقبلة إقرار قانون انتخاب عادل للجميع"لا سيما ان قانون 2000 وضع ضد رفيق الحريري ورموز المعارضة، لكن انقلب السحر على الساحر ونجحت المعارضة بإيصالها اكثرية الى المجلس".