انطلقت عملية الاقتراع في الخارج في انتخابات مجلس النواب الليبي أمس، وفُتِحت المراكز الانتخابية في 13 دولة وتستمر حتى مساء اليوم، فيما ستُجرى داخل ليبيا الأربعاء المقبل. وتوافد الليبيون المقيمون في الخارج للإدلاء بأصواتهم في 22 مركز اقتراع، حيث شُكِلت لجان للإشراف على العملية بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية ومنظمات دولية ومراقبين محترفين. والدول التي تجري بها عملية الاقتراع هي: كندا، مصر، ألمانيا، إرلندا، إيطاليا، الأردن، ماليزيا، قطر، تونس، تركيا، الإمارات، المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، يسيطر على الشارع الليبي قلق مشوب بالشكّ والريبة في توفر عوامل نجاح الانتخابات البرلمانية المبكرة التي لقي موعد تنظيمها القبول والارتياح من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. ويعزى القلق الليبي إلى حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار في مناطق عدة بسبب الاشتباكات مسلحة بين قوات «الجيش الوطني» التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وبين مسلحين إسلاميين في بنغازي، إضافةً إلى النزاع القبلي في مدينة ترهونة، ومقاطعة الأمازيغ في جبل نفوسة (غرب) للانتخابات، واحتجاج مجموعة من سكان البيضاء على تقلص عدد الدوائر الانتخابية بها إلى 3 بعد أن كانت 7 وعدم معاملتها معاملة المدن الكبيرة مثل طرابلس ومصراتة. كما يتوجس الليبيون من قرار رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بو سهمين تحريك الدروع نحو الموانئ النفطية لفك الحصار المفروض عليها من قبل مسلحين خارج سيطرة الدولة وما قد يسببه ذلك من اشتباكات تمنع قيام الانتخابات في بعض المناطق. وكان حفتر وقادة ميدانيون للمسلحين الإسلاميين أعلنوا حرصهم على إقامة الانتخابات الأربعاء المقبل الذي سيكون يوم هدنة. وصرح الناطق باسم المؤتمر عمر حميدان إلى «الحياة» بأن «الانتخابات أمر مفروغ منه وستُقام في الموعد المحدد لها، في 25 حزيران (يونيو)، بدلاً من آب (أغسطس)، وبإصرار من بو سهمين لأنه يريد أن يغادر منصبه عند انتهاء المدة والتسليم للجسم المنتخب بدلاً من مواجهة الإقالة أو العزل». وأشار حميدان إلى أن «الكل يلح على إجراء الانتخابات من دون معوقات أو تخوف من الاشتباكات في أي منطقة، والدليل على ذلك أن الحياة تسير بشكل طبيعي على بُعد 5 إلى 10 كيلومترات من المناطق التي تشهد اشتباكات. وفي ما يتعلق بقرار تحريك الدروع نحو الموانئ النفطية الذي اتخذه الرئيس بتفويض من أعضاء المؤتمر فلن يعيق الانتخابات، لأن الدروع وقادتها حريصون أيضاً على إنجاز استحقاق الانتخابات في موعدها من دون تأخير أو تأجيل». من جهة أخرى، صرح القائد الميداني السابق في الزنتان عبد الله ناكر إلى «الحياة» بأن «الانتخابات المقبلة ستكون استنساخاً لانتخابات المؤتمر الوطني الفاشل وستأتي للبرلمان بعدد من الإخوان (المسلمين) الجدد الذين سيعيدون تجاربهم الفاشلة وقد يقودون البلاد إلى مرحلة انتقالية جديدة وربما سيعملون على اختيار رئيس للبلاد يكون رهينة لهم». إلى ذلك، قال أبو بكر شقيق أحمد أبو ختالة الذي يُشتبه في أنه الرأس المدبر لهجوم 11 أيلول (سبتمبر) 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي والذي اعتقلته القوات الأميركية الأسبوع الماضي واقتادته إلى خارج البلاد، إن شقيقه كان يقاتل قوات حفتر عندما اختفى من دون أثر. ويُتوقَع أن يخضع سريعاً للإجراءات الأولية لنظام القضاء الجنائي وليس العسكري الأميركي بعد ساعات من وصوله إلى الأراضي الأميركية. وسيخضع أبو ختالة خلال الرحلة لاستجواب من قبل خبراء في مجال الاستخبارات ومحققين جنائيين، ثم يُنقل لتوجيه الاتهام إليه والسماح له بالدفع إما بأنه مذنب أو بريء واحتمال تعيين محامٍ عام. وقال شقيق أبو ختالة إن الأسرة كانت على اتصال معه يومي السبت والأحد الماضيين وإنه تلقى خبراً بأن شقيقه كان في سيارة مع صديق له الأحد قبل أن يختفي. وصرح أبو بكر في مقابلة مع وكالة رويترز إن العمليات الأميركية السابقة تشير إلى أن ليبيين لا بُد وأن ساعدوا الأميركيين في العثور عليه واعتقاله في ظل فوضى القتال حول المدينة الساحلية التي تسكنها مليون نسمة. وأضاف أن السكان أبلغوه أنهم شاهدوا طائرتي هليكوبتر قرب ساحل قنفودة وهي بلدة تقع على بعد 10 كيلومترات غرب بنغازي.