قتل 21 عراقياً أمس، 16 منهم بتفجير انتحاري في مطعم يرتاده رجال الشرطة قرب المنطقة الخضراء. كما قتل ثلاثة في تكريت بينهم جندي عراقي، عندما استهدف مسلحون قاعدة عسكرية أميركية في المدينة، فيما قتل شرطيان في بغداد، ونجت نائب كردية من محاولة اغتيال. واعتقلت الشرطة عراقياً، قالت انه اعترف بتفخيخ 20 سيارة. في غضون ذلك، واصلت القوات الأميركية عملياتها في مدينة الكرابلة قرب الحدود السورية، معلنة مقتل أحد جنودها. وقال مصدر في الشرطة العراقية طلب عدم ذكر اسمه:"فجر انتحاري يحمل حزاماً ناسفاً نفسه عند مطعم يستخدمه رجال شرطة ومدنيون يقع على مقربة من نقطة التفتيش الرئيسية التي تؤدي الى داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد". وأكدت مصادر طبية استناداً الى معلومات المستشفيات التي نقل الضحايا اليها، ان "حصيلة الانفجار بلغت 16 قتيلا بينهم ستة من الشرطة و29 جريحاً بينهم 10 من رجال الشرطة". لكن مصادر أخرى قدرت عدد القتلى بنحو 20. وقالت ان"الرقم قابل للزيادة لأن عدداً من المصابين حالتهم خطيرة". والمنطقة الخضراء واحدة من اكثر الاماكن تحصينا في البلاد، وأشدها خضوعاً لاجراءات الأمن حيث مقر السفارة الاميركية ومكاتب الحكومة المركزية ورئاسة الجمهورية. وتقع المنطقة على مساحة كبيرة وتضم مجمعات سكنية ومتنزهات. واغلقت القوات الاميركية كل المداخل والجسور والطرق التي تؤدي الى هذه المنطقة واحاطتها بسور خرساني عال. ووقع الهجوم خلال انعقاد جلسة للبرلمان داخل المجمع الرحب، وبعد يوم من اعلان قادة اميركيين وعراقيين تحقيق نجاح في عملية "البرق" المستمرة منذ شهر والتي تستهدف ورش تلغيم السيارات وغيرها من انشطة المقاتلين. وساهمت موجة تفجيرات بسيارات ملغومة في مقتل اكثر من 1000 عراقي خلال الاسابيع التي اعقبت تشكيل حكومة أواخر نيسان ابريل. وقال القادة العسكريون ان العملية ادت الى تراجع التفجيرات بسيارات ملغومة الى النصف لكنهم حذروا من ان المسلحين ما زالوا قادرين على شن هجمات كبيرة. الى ذلك، انفجرت سيارة مفخخة أمس في الكاظمية شمال بغداد، ما ادى الى مقتل اثنين واصابة 15 آخرين بجروح. وقال مصدر في الشرطة العراقية ان"سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق انفجرت مستهدفة دورية للشرطة". في تكريت، اعلنت مصادر في الجيش الاميركي والشرطة العراقية ان جنديين عراقيين ومدنيا قتلوا، وجرح تسعة آخرون في عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت قاعدة عسكرية اميركية عراقية مشتركة في شمال بغداد. وقال مصدر في الشرطة ان"ثلاثة اشخاص بينهم مدني قتلوا واصيب تسعة آخرون عندما فجر انتحاري سيارته قرب البوابة الرئيسية لقصر صدام حسين القاعدة الرئيسية المشتركة في تكريت". وأكد مصدر آخر طلب عدم كشف هويته ان"مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة فتحوا النار على شرطيين فقتلوهما ولاذوا بالفرار". وأضاف ان"الحادث وقع قرب مستشفى الطفل العربي في منطقة الاسكان شمال بغداد أثناء توجه الشرطيين الى عملهما في شرطة ديالى". وفي بغداد أيضاً، اعلنت الحكومة في بيان أمس ان قوات الأمن اعتقلت"ارهابياً"متهماً بتفخيخ عشرين سيارة وصنع اكثر من اربعين عبوة ناسفة. وأضافت ان"قوات الامن في العراق ألقت القبض على الارهابي مصعب قصير عبدالرحمن حسن المعروف باسم ابو يونس". واوضح البيان ان"المدعو ابو يونس من التكفيريين المتطرفين وله صلة بالارهابي ابي مصعب الزرقاوي وهو مسؤول عن اكثر من ستين عملية تفجير حدثت في بغداد مستهدفة المسؤولين في الحكومة العراقية اضافة الى قوات الجيش والشرطة العراقية". واعلن نائب رئيس الجمعية الوطنية حسين الشهرستاني، خلال جلسة برلمانية تعازيه الى النائب انتصار العمري من الموصل 370 كلم شمال بغداد بمقتل شقيقها. ولم يتحدث الشهرستاني عن تاريخ وقوع الاعتداء او ظروفه وملابساته. واشار الى محاولة اغتيال فاشلة تعرضت لها النائب الكردية باكزة مصطفى احمد. وقال انها "ترقد حالياً في المستشفى وصحتها جيدة واعتقد بأنه لم يقتل اي من حراسها في الاعتداء" من دون ان يحدد تاريخ ذلك. ودعا الشهرستاني العضو البارز في لائحة "الائتلاف"، اعضاء البرلمان الى اخذ الحيطة والحذر، وقال:"أريدكم ان تكونوا حذرين جداً لأن النواب وعائلاتهم اهداف"لعمليات. الى ذلك، اجتاحت قوات المارينز تدعمها قوات عراقية وطائرات اميركية وبريطانية الجزء الشمالي من بلدة الكرابلة قرب الحدود السورية، وهي شبه خالية بعدما كان يقطنها 60 الف نسمة. وتشكل مع مناطق اخرى حول مدينة القائم محور"عملية الرمح"، احدى عمليتين شنتهما القوات خلال ثلاثة ايام في المناطق الصحراوية الغربية ضد مسلحين عرب. وتحظى هذه العملية بالاضافة الى"عملية الخنجر"الاقرب الى العاصمة والتي تجري قرب بحيرة الثرثار باهتمام اعلامي كبير. وطالب الرئيس جورج بوش في مواجهة انتقادات جديدة لاستراتيجيته في العراق، الاميركيين بالتحلي بالصبر ازاء ما وصفه"بالجبهة المركزية في الحرب على الارهاب". وشاركت مقاتلات وطائرات هليكوبتر اميركية في العملية التي دارت خلال ساعات الليل وقال الجيش الاميركي ان القوات الجوية البريطانية شاركت ايضا فيها. وخرج نحو مئة شخص ملوحين بالرايات البيضاء من المناطق الشمالية لبلدة الكرابلة فجر أمس بعدما سمعوا تحذيرات عبر مكبرات للصوت بأن مشاة البحرية على وشك السيطرة على المنطقة. وقال اللفتنانت كولونيل تيموثي موندي للصحافيين الذين وجهت اليهم الدعوة لمتابعة العملية، انه يتوقع العثور على ستة منازل على الاقل شمال الكرابلة تستخدم قواعد للمقاتلين الاجانب. وكان رجاله قالوا انهم عثروا السبت على مصنع لتلغيم السيارات وعلى رهائن عراقيين، واكتشفوا منزلا يعذب فيه الاسرى. وورد في تقرير أعده الكابتن جيف بول، الناطق باسم مشاة البحرية، ان عشرة مدنيين اصيبوا جراء اطلاق مسلحين النار من منازلهم. واضاف ان نحو 50 مسلحا قتلوا. واتهمت هيئة علماء المسلمين في بيان القوات الاميركية بقتل النساء والاطفال وتدمير المنازل والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية حول الكرابلة والقائم. وقال حمدي الالوسي كبير طاقم الاطباء في المستشفى الرئيسي في القائم، انه شاهد عشر جثث وعالج 17 مصابا. واضاف ان معظم المصابين من النساء والاطفال. وأعلن تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"الذي يتزعمه الزرقاوي ان الضربات الجوية لم تسفر عن مقتل اي مسلح. ويعتقد قادة اميركيون بأن الزرقاوي يعمل من وادي نهر الفرات ويقطع الصحراء الغربية من منطقة القائم باتجاه بغداد. وهم يقولون ان المقاتلين الاجانب هم المسؤولون عن بعض أشرس الهجمات، مثل الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة على رغم انهم يشكلون جانباً صغيراً من المسلحين. وأنحت قيادة الجيش الاميركي هذا الاسبوع باللائمة على الزرقاوي في تصاعد وتيرة العنف منذ وصول حكومة يقودها الشيعة والاكراد الى السلطة في أواخر نيسان، إذ قتل اكثر من الف عراقي ونحو 120 جندياً أميركياً في هجمات للمسلحين. وفي الشهر الماضي شنت القوات الاميركية عملية مماثلة، هي"عملية المصارع"قرب القائم.