على رغم البيان المتفائل الذي أصدره رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق قدومي أبو اللطف في تونس أمس لتقويم نتائج اجتماع المصالحة مع الرئيس محمود عباس، أفادت مصادر مطلعة أن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق في محور الخلاف والمتعلق بالنزاع على السلطات بين وزارة الخارجية والدائرة السياسية التي يوجد مقرها في تونس. وعبر قدومي الذي هو في الوقت نفسه رئيس حركة"فتح"في بيان تلقت"الحياة"نسخة عنه عن"ارتياحه للنتائج التي أسفر عنها الاجتماع"من دون إعطاء أي تفاصيل. وكان عضوا اللجنة المركزية لحركة"فتح"أحمد قريع أبو علاء ومحمد غنيم أبو ماهر مهدا للاجتماع الذي استمر ساعتين في بيت قدومي في تونس أول من أمس، واعترف الأخير بكونهما"ذللا الصعوبات التي كانت تحول دون عقده". وأوضح قدومي أنه عرض و"أبو مازن"مسيرة العمل الوطني الفلسطيني والتوجه السياسي العام كذلك نتائج جولة عباس الاخيرة. إلا أنه لم يشر إلى خطوات عملية أسفر عنها الاجتماع عدا الاتفاق على عقد اجتماع للجنة المركزية ل"فتح"في الثلث الأخير من الشهر المقبل"خارج الأراضي الفلسطينية"وهي إشارة إلى تمكين قدومي الذي لايستطيع الدخول إلى مناطق السلطة من الحضور. وأفادت مصادر فلسطينية الى أن هناك مشاورات لعقده في عمان أو تونس أو القاهرة. لكن أوساطاً فلسطينية أكدت أن الاجتماع اقتصر على إنهاء الجفوة الشخصية بين الرجلين القويين في"فتح"من دون حل العقدة الأساسية للخلاف، لأن قدومي مازال مصراً على منح سلطات لدائرته على السفارات الفلسطينية في العالم فيما رفض عباس التخلي عن السلطات التي باتت تمارسها فعلاً وزارة الخارجية. واستدلت على استمرار الخلاف بكون قدومي لم يذهب إلى المطار لتوديع عباس وتم الاقتصار في ختام الاجتماع على أخذ صور للمصالحة أمام عدسات المصورين في بيت قدومي.