يعتبر سرطان الثدي الشبح الأول الذي يهدد حياة المرأة، وتشير الاستطلاعات العلمية الى انه يصيب واحدة من كل تسع نساء. والأسباب الفعلية التي تقف خلف هذا السرطان غير معروفة بعد، إلا ان هناك عوامل خطر لها دورها في تشجيع التعرض له. فسرطان الثدي اكثر حدوثاً لدى النسوة اللاتي لديهن اخوات او قريبات يعانين منه، كما ان الإصابة به تزداد مع اقتراب سن اليأس وأثناءه وبعده بسبب الاختلالات الهرمونية التي تحصل فيه. إضافة الى ذلك، فإن السرطان يضرب"العوانس"اكثر من غيرهن وكذلك اللواتي لم يحبلن إلا في سن متأخرة والبدينات والنساء اللاواتي ابتدأت عندهن الدورة الشهرية باكراً قبل سن الثانية عشرة. وطبعاً هذا لا يعني ان السرطان يضرب النسوة اللواتي عندهن عوامل خطر فقط، بل قد يداهم شرائح نسائية اخرى. وعلى كل حال هناك حقائق مهمة حول سرطان الثدي لا بد من الإلمام بها: * ان الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يمثل القفزة الأولى النوعية للانتصار عليه والشفاء منه، وللوصول الى هذا الاكتشاف لا بد من التقيد بثلاث خطوات مهمة هي: الفحص الدوري الذاتي للثدي لرصد أي تبدلات طارئة فيه، والفحص السريري للثدي من قبل الطبيب مرة واحدة سنوياً اوعند الشك بوجود شيء ما. اما الخطوة الثالثة فتشمل فحص الثدي بالأشعة ماموغرام وهذا الأخير له اهميته لأنه اثبت فاعليته في رصد الكتل الورمية الصغيرة التي لا تقدر اليد على جسها حتى ولو كانت يد طبيب خبير ماهر. ان فحص الثدي بالأشعة مضمون ومأمون وغير مؤلم ويتم البدء به اعتباراً من سن الأربعين وفي شكل دوري مرة واحدة كل عام. * ان افضل فترة لإنجاز الفحص الذاتي للثدي هي بعد مضي 7 ايام على الدورة الشهرية اذ يذهب التورم والألم فيصبح امكان الجس اسهل، اما بعد سن اليأس ففي الإمكان فحص الثدي في اليوم الأول من كل شهر. * هناك علاقة قوية ما بين الغذاء وسرطان الثدي، وإذا اخذنا برأي بعض العلماء فإن الغذاء لا يشعل الداء وحسب بل يلعب دوراً بارزاً في استيطانه وانتشاره. المعروف ان اليابانيات هن اقل تعرضاً لخطر الإصابة بسرطان الثدي من النسوة الأميركيات والأوروبيات بنسبة 5 مرات اقل. عدا هذا فإن تطور الورم عند اليابانيات يكون ابطأ منه عند المرأة الغربية، وقد حاول البعض تفسير هذا الفارق لوجود عوامل وراثية ولكن هذه العوامل لا تبرر كل شيء خصوصاً اذا عرفنا ان اليابانيات اللواتي هاجرن الى الغرب سجلن ارتفاعاً ملحوظاً بالإصابة بسرطان الثدي بمعدل يشبه الموجود في تلك الدول التي أتوا إليها. * إن العادات الغذائية الحسنة تبعد شبح الإصابة بالسرطان بنسبة تقارب الخمسين في المئة، وهذه العادات تقوم على تناول اغذية متنوعة تشمل الخضار والفواكه والبقوليات، وفول الصويا ونخالة القمح والحبوب الكاملة وزيت السمك والشاي الأخضر. اما اصناف الأغذية الأخرى كاللحم الأحمر والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة فيجب التقنين في اكلها قدر المستطاع. * تلعب الرياضة دوراً وقائياً مهماً في منع الإصابة بسرطان الثدي والدراسات التي اجريت في آسيا وأميركا وأوروبا اجمعت على هذه الفائدة. اما عن سر هذه الوقاية فلا احد يستطيع اعطاء الجواب القاطع ولكن هناك نظريات عدة حول هذا الأمر، الأولى تدعي ان التمارين تثبط الهرمونات الجنسية، والثانية عزتها الى اعطاء الرياضة زخماً للجهاز المناعي، اما النظرية الثالثة فتعزو الفائدة الى تأثير الرياضة على توزع الشحم في الجسم. * إن الإرضاع له ثقله في الحماية من سرطان الثدي والتحريات حول هذا الأمر ذكرت انه كلما طالت مدة ارضاع الأم لطفلها كلما ابتعد شبح السرطان عنها. ان تفشي سرطان الثدي في الدول الصناعية يعود في قسم منه الى تراجع الأمهات وتقاعسهن عن اعطاء حليب الثدي لأطفالهن. * ان استعمال الهرمونات الجنسية البديلة يسهم في رفع خطر التعرض لسرطان الثدي. * ان سرطان الثدي غالباً ما يظهر بوجود كتلة صغيرة مدورة ولكن ليست كل كتلة في الثدي سرطاناً، اذ ان 90 في المئة من كتل الثدي هي اورام حميدة. هناك علامات اخرى يجب ان تدفع الى الاستشارة الطبية مثل تغير حجم الثدي وخروج افرازات غير عادية من الحلمة وتبدل شكل الحلمة وظهور بقع ملونة على جلدة الثدي.