قالت مصادر في جماعة"العدل والإحسان"المحظورة ان السلطات المغربية منعت السيدة ياسين، كريمة الشيخ عبدالسلام ياسين مرشد الجماعة، من السفر الى خارج البلاد مساء أول من أمس. وعزت ذلك الى كونها موضع متابعة قضائية في جلسة أمام محكمة في الرباط ستنعقد في 28 حزيران يونيو الجاري، على خلفية تصريحات انتقدت فيها النظام الملكي واعتُبرت مخلة بدستور البلاد الذي ينص على اعتماد الملكية الدستورية نظاماً للمغرب. وكان من المقرر ان تتوجه السيدة ياسين الى مدينة برشلونة الاسبانية للمشاركة في ندوة في موضوع"الديموقراطية والحركات الاسلامية"تدوم أربعة ايام برعاية المنتدى الاجتماعي المتوسطي. وسبق لها ان شاركت في ندوة حول الاسلام وأنظمة الحكم في العالم العربي استضافتها جمعية أميركية قبل بضعة أسابيع عرضت فيها الى تبينها النظام الجمهوري. غير ان القضاء المغربي حرص على متابعتها ومدير"الأسبوعية الجديدة"عبدالعزيز كوكاس التي نشرت مقابلة معها تنتقد فيها النظام الملكي. كما استمع المدعي العام في الرباط الى افادات الناطق باسم جماعة"العدل والإحسان"فتح الله ارسلان حول تصريحات نُسبت اليه أكد فيها تبنيه مواقف نادية ياسين، في ما اعتبره مراقبون سابقة كون تصريحات سابقة منسوبة اليها تردد انها لا تُلزم الجماعة، ما يعني بحسب هؤلاء ان ثمة تداخلاً يحصل بين مواقف"العدل والإحسان"وصراعاً داخلياً خفياً بين فصائلها. يُذكر ان الشيخ عبدالسلام ياسين كان وجّه رسالة الى الملك الراحل الحسن الثاني في منتصف السبعينات عرضت الى مفهوم"إمارة المؤمنين"واعتُبرت وقتها خروجاً عن سياق الاجماع المغربي، ما حدا الى فرض الاقامة الجبرية عليه بعدما قضى سنوات رهن الاعتقال. غير ان العاهل المغربي الملك محمد السادس علّق الاقامة الجبرية على الشيخ ياسين في العام الأول لتوليه مقاليد الحكم. وسلّمت السلطات المغربية جوازات سفر الى قياديين ومنتسبين الى جماعة"العدل والإحسان"في نطاق انفتاح سياسي كبير. لكن الشيخ ياسين وجّه في أول مؤتمر صحافي بعد رفع الاقامة الجبرية عنه رسالة"الى من يهمه الأمر"دعا فيها العاهل المغربي الى استرداد أموال والده الحسن الثاني لتسديد المديونية الخارجية للبلاد. ولم يصدر عن السلطات المغربية أي موقف. ومنحت السلطات في الأيام الأخيرة ترخيصاً الى حزب"البديل الحضاري"الاسلامي الانتساب. وكان لافتاً في الإطار ذاته ان حزب"العدالة والتنمية"الاسلامي انتقد بدوره تصريحات نادية ياسين، الى جانب فاعليات يسارية وحزبية من مشارب مختلفة.