عيّن الرئيس العراقي جلال طالباني القاص والروائي العراقي فؤاد التكرلي مستشاراً له لشؤون الثقافة والآداب. واختيار التكرلي لهذا المنصب يبدو مناسباً جداً، فهذا الروائي المعتدل سياسياً والمثقف المنفتح ورجل الحوار هو أفضل مَن يحق له أن يكون مستشاراً للرئيس في المرحلة الراهنة. وفؤاد التكرلي قاص من جيل الريادة في التجديد القصصي، وقد تقاسم التميّز في هذا الفن مع زميله القاص الراحل عبدالملك نوري، حتى ان دارسي القصة والباحثين في نشأتها وتطورها يذكرون الاسمين معاً حين يتحدثون عن التجديد الذي تحقق في هذه القصة والتحوّل بها في مسار جعل مفهوم الجديد والتجديد مقترناً باسميهما. انعطف التكرلي لاحقاً إلى كتابة الرواية فأصدر عدداً من الروايات التي كشفت، أكثر من القصة القصيرة، عن موقفه الفكري، وأبعاد رؤيته الواقعية وهي رؤية متأثرة، إلى حدّ ما، بالفلسفتين الوجودية والماركسية. ولعل أهم ما تميزت به أعماله الروائية خاتم الرمل، الرجع البعيد، المسرات والأوجاع، بصقة في وجه الحياة انها أتاحت لشخصياتها شيئاً من"الحرية الداخلية"حيال ما انفتح أمامهم من آفاق، وأخرى يحاولون فتحها أمام أنفسهم. بقي أن نشير إلى ان التكرلي ولد في بغداد العام 1927، وتخرج في كلية الحقوق العام 1949، وكان بدأ حياته الوظيفية في سلك القضاء، وبقي"قاضياً"حتى احالته على التقاعد العام 1981. بعدها قرر التفرغ الكلي للكتابة، فسافر إلى باريس، ثم عاد إلى بغداد، ليغادرها ثانية إلى تونس، حيث عمل هناك مستشاراً في الدائرة الصحافية للسفارة العراقية حتى العام 2002. وفي العام التالي غادر تونس إلى دمشق ليعمل مستشاراً ثقافياً لدى دار المدى للنشر هناك. وقد فاز بجائزة سلطان العويس للرواية العام 1999، وأصدر أعماله الكاملة قصة قصيرة، رواية، مسرحية، ومقالات في ستة أجزاء.