قبل 13 عاماً أطلق السعوديون الفكرة، وفي 1995 قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا رعايتها، واليوم تنطلق في مدينة كولون الدورة السادسة لكأس القارات لكرة القدم بمشاركة ثلاثة منتخبات سبق لها التتويج بكأس العالم، وهي تتقاسم بينها عشرة ألقاب لكأس العالم ما يعني أنها القوى الكبرى - البرازيل بطل العالم وألمانيا الدولة المنظمة والارجنتين، ومعها اليونان بطل اوروبا وتونس بطل افريقيا وكلاهما أحرز لقبه القاري الأول في تاريخه، واليابان بطل آسيا والمكسيك بطل اميركا الشمالية والوسطى وهي ضيف دائم لكأس القارات واستراليا بطل الاوقيانوس. الستار يرتفع اليوم في مدينة كولون العريقة عن لقاء تونسوالارجنتين، وهي مباراة لها تاريخ خاص للتوانسة الذين عرفوا طريقهم الأول الى العالمية عبر الارجنتين عندما شاركوا في نهائيات كأس العالم 1978 وحققوا خلالها فوزهم الاول للكرة العربية والافريقية على المكسيك 3-1 في الجيل الذهبي لطارق دياب وتميم الحزامي وغميض وعقيد والكعبي والإمام. منتخب تونس يدخل هذه المرة مدججاً بعدد غير قليل من النجوم المحترفين في أوروبا ومعهم خبرات ضخمة في مواجهة النجوم الكبار والاسماء اللامعة والمنتخبات القوية، وعلى رأسهم المدافع راضي الجعايدي في بولتون واندرزر الانكليزي وسيلفادوس سانتوس صاحب الأصول البرازيلية في تولوز الفرنسي وسليم بن عاشور في باريس سان جيرمان الفرنسي وحاتم الطرابلسي في اياكس الهولندي وزياد الجزيري في غازينت سبور التركي، ويقودهم المدير الفني الفرنسي روجيه لومير الذي يحمل أجمل ذكريات لكأس القارات 2001 في كوريا الجنوبية واليابان عندما قاد منتخب فرنسا للفوز الأول في تاريخها باللقب الكبير، وسيكون لومير أول مدرب في العالم يحرز اللقب مرتين اذا فاجأ المنتخب الفرنسي الجميع. ويقول لومير إن فريقه ليس هشاً وليس"حصالة للفرق المنافسة"ولكنه حضر الى المانيا لتأكيد قوته بطلاً لافريقيا، بعد أن ضاق الفارق بينه وبين نظيره المغربي في تصفيات كأس العالم 2006 الى نقطة واحدة. والمنتخب الارجنتيني من المرشحين الدائمين لاحراز أي لقب في أي بطولة عالمية يشارك فيها، ولا تهزه ابداً خسارته المبكرة في الدور الأول لكأس العالم الأخيرة وخروجه على أيدي الإنكيز والسويد أو هزيمته في نهائي كأس اميركا الجنوبية الأخيرة"كوبا اميركا"امام التشكيلة الاحتياطية للبرازيل 1-2، واستعاد الفريق السماوي والابيض هيبته مع مديره الفني بيكرمان، وكان أول منتخب من خارج اسيا يتأهل الى نهائيات كأس العالم 2006 بعد صدارته لمجموعة اميركا الجنوبية وقبل ثلاث مراحل من نهاية التصفيات، وكان الفوز الأخير الكاسح في بوينس ايرس على البرازيل 3-1 دليلاً دامغاً على قوة الارجنتين.ولكن المنتخب الرهيب استغنى اختيارياً عن عدد كبير من نجومه الأساسيين وعلى رأسهم الهداف هيرنان كريسبو وروبرتو ايالا ولويس غونزاليز وخوان فيرون وخافيير ماشيرانو وابونا دانزيري الذين منحهم بيكرمان راحة سلبية أو تركهم لنادي ريفر بليت وبوكاجو نيورز في اياب ربع نهائي كأس أندية اميركا الجنوبية"كوبا ليبرتادورس"أمس. ويقود المخضرم خافيير زانيتي منتخب بلاده وبصحبته النجوم المشاهير مدافع ريال مدريد الاسباني والتر صمويل ومهندس خط الوسط في فيلا ريال الاسباني خوان ريكيلمي وهداف موناكو الفرنسي خافيير سافيولا، ويعتمد بيكرمان على تشكيلة كاملة من المحترفين بينهم 12 لاعباً في الأندية الاسبانية.وفي المجموعة نفسها تحتضن مدينة فرانكفورت المباراة الثانية في البطولة لمنتخب ألمانيا وسط جمهوره الكبير ونظيره الاسترالي، وهي المواجهة الثانية في التاريخ بين المنتخبين، وكانت الاولى في نهائيات كأس العالم 1974 في ألمانيا ايضاً وفاز أصحاب الملعب بقيادة بيكنباور بسهولة 3- صفر، وأدار تلك المباراة الحكم الدولي المصري الراحل مصطفى كامل محمود، وأكمل الالماني بعدها طريقهم الى النهائي وأحرزوا اللقب ما يمنحهم تفاؤلاً كبيراً. ولكن تاريخ استراليا في كأس القارات يبدو أفضل من تاريخ ألمانيا، وجاء المنتخب الاسترالي ثانياً في الرياض عام 1997، ووصل الى المربع الذهبي في كوريا الجنوبية واليابان عام 2001 بينما خرج المنتخب الالماني في مشاركته الوحيدة عام 1999 من الدور الأول. الخوف كبير على منتخب ألمانيا في مباراة الليلة بعد الهزة الدفاعية الضخمة التي شهدتها المباراة الودية الأخيرة ضد روسيا، وتحول فوزه 2- صفر الى التعادل 2-2 وانكشف دفاعه في شكل خطير، وقال رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 الالماني فرانز بيكنباور ان دفاع بلاده يفتقد الخبرة ولا يؤهله لاحراز البطولات الكبرى، والرباعي الذي لعب أمام روسيا من اندرياس هنيكل وروبرت هيث ومير بيرت ساكر وتوماس هيتز يسبرغر من صغار السن ومتوسط اعمارهم لا يتجاوز 23 عاماً، ورد عليه المدير الفني يورغن كلينسمان أنه بصدد تشكيل منتخب شاب واختيار اللاعبين يتناسب مع طريقة اللعب وارتكاب الاخطاء وارد من الصغار والكبار معاً، ولا يوجد فريق في العالم يصل الى حد الكمال. ويعتمد كلينسمان على العمود الفقري للفريق مايكل بالاك قائد بايرن ميونخ بطل الدوري والكأس في بلاده، ومعه الهداف كيفين كوراني في غياب الهداف الاول ميروسلاف كلوس الذي تعرض للاصابة أخيراً. ويرى كلينسمان ان إحراز الكأس وسط جمهوره سيكون افضل استعداد فني ومعنوي لمنتخب بلاده قبل المونديال، ولم يخض الالماني أي مباراة رسمية على مدار عام كامل وستكون البطولة خير تجربة للفريق المجدد، ويتطلع الجمهور لرؤية الشابين القادمين بودولسكي وشفاين شتايغر. ولن يكون المنتخب الاسترالي صيداً سهلاً للالمان، وصفوفه تفتقد ثنائي نادي بارما الايطالي برسكيانو وغريلا لانشغالهما مع النادي ولكن المدرب فارنيا لديه من الخبرات ما يؤهله لتقديم بطولة قوية، والمهاجمون مارك فيدوكا وجون اليزي وكاهيل محترفون في اوروبا، والأخير كان الأفضل في ايفرتون الانكليزي وقاده لدوري أبطال أوروبا. من جهته، هدد رئيس الاتحاد الدولي سيب بلاتر لاعبي نادي غوادا لاخارا تشيفاز المكسيكي البرتو ميدنيا ورامون موراليس وعمر برافو بالايقاف النهائي عن اللعب اذا لم يحضروا الى المانيا في الموعد المقرر والانضمام الى منتخب بلادهم في مباراته الاولى، وكان الثلاثة تخلفوا عن السفر للعب مع ناديهم في اياب كوبا ليبرتادورس. وتأكد غياب الظهير البرازيلي بيليتي عن مباراة فريقه غداً ضد اليونان للاصابة، ولا يوجد للمدرب كارلوس باريرا خيار آخر في المركز نفسه بعدما خلت قائمة المنتخب من المخضرم كافو الذي استبعده باريرا لمنحه الراحة، ويغيب ايضاً اليوناني فريزاس لاصابته بكسر في ذراعه وتأكدت مشاركة كاراغونيس لاعب انترميلان على رغم ارتباطه بمباراة ناديه بعد يومين ضد روما في نهائي الكأس. ويطبق الاتحاد الدولي للمرة الاولى في التاريخ التعديلات الجديدة في قانون كرة القدم والخاصة بمفهوم التسلل، ولن يعاقب اللاعب الموجود في موقف تسلل مطلقاً على وجوده إلا إذا لمس الكرة بالفعل أو إذا تداخل مع منافس لمنعه من رؤية أو لعب الكرة، وهو الأمر الذي يسمح للمتسلل بالسعي نحو الكرة من دون أن يعاقب اذا لم يصل اليها، ويجب على مساعد الحكم ان يكون هادئاً وحريصاً قبل الاشارة للتسلل لانتظار نتيجة اللعبة قبل احتساب التسلل على المخطئ.