يحتفل محبو جون لينون يوم الخميس المقبل بالذكرى الخامسة والعشرين لوفاته، لكنهم لن يشهدوا وفاقاً بين ورثته إذ لا تزال الخلافات حول سيرته قائمة. وقضى الموسيقي السابق في فرقة"البيتلز"الشهيرة عن عمر اربعين سنة في 8 كانون الاول ديسمبر 1980 قبيل منتصف الليل، امام مدخل منزله في نيويورك برصاص شاب اميركي كان يحلم بخطف الأضواء التي كانت تحيط بلينون. ومنذ تلك الامسية المأسوية، تعززت الهالة التي تحيط بشخصية لينون ورؤيته الداعية الى السلام بإشراف ارملته يوكو اونو التي قالت عام 2003،"انني اكيدة من ان جون كان سيصدم"بالحرب على العراق. وما زال كاتب اغنية"ايمادجن""تخيل" يحتفظ بمكانة كبيرة في اصدارات الكتب والالبومات والتصريحات. لكن مع اقتراب موعد الذكرى، بدأ بعض الأصوات المعاكسة يرتفع. فزوجته الأولى سينتيا لينون 66 عاماً تروّج لرواية مغايرة لما هو معروف، وتقول:"حان الوقت لنروي القصة الحقيقية عن جون الذي نحبه مع انه كان مغيظاً وأحياناً قاسياً جداً". وفي كتاب أصدرته في الآونة الاخيرة بعنوان"جون"، تتحدث سينتيا عن نبوغ هذا الموسيقي لكن ايضاً عن شخصية"غير واثقة من نفسها مالت أحياناً الى العنف والمخدرات وابتعدت عن حياتهما الزوجية وعن ابنهما الصغير جوليان". وتروي سينتيا أنها علمت بانتهاء زواجها حين اكتشفت يوكو اونو في منزلها مرتدية قميص نومها. وهي لا تتردد في اتهام الزوجة الجديدة بالتأثير سلباً على لينون. وفي هذه الذكرى، اختار ابنه جوليان 42 عاماً البقاء في الظل، مكتفياً بنشر نص ملتبس في موقعه على شبكة الانترنت. ويقول جوليان الذي لم ير أباه الا ثلاث مرات:"كان يتمتع بموهبة هائلة، كان شعوري حياله ملتبساً دائماً، كان الأب الذي أحب والذي تخلى عني بطرق شتى". أما يوكو اونو فهي مصرة على الدفاع عن زوجها الراحل. وقالت في مقابلة اجرتها معها مجلة"نيوزويك":"حياة جون لينون اشبه بماساة مستوحاة من مسرحيات شكسبير". واعتبرت ان"لكل شخص اسباباً تجعله يشعر بالظلم بسبب الدور الذي أدّاه في هذه"المسرحية"وأنا اشعر حقاً بالتعاطف معهم". اما في ما يتعلق بالمغني بول مكارتني الذي دافع طويلاً عن حقه في ارث"البيتلز"، فتعتبر اونو ان"المشاهير يشعرون بنوع من عدم الامان". ويتهم البعض أونو 72 عاماً التي ما زالت تسكن في بناية"داكوتا"بمحاولة السيطرة على صورة لينون، فيما يثني عليها البعض الآخر من المعجبين لأنها نشرت ووضعت تحت التصرف اعمالاً لم تنشر يوماً. وسمحت اونو لمنظمة العفو الدولية باستخدام أغاني زوجها مجاناً، وتواصل رعاية المعارض والاستعراضات وكان آخرها في الخريف الماضي واحداً في برودواي حول حياة لينون، الا ان الانتقادات اللاذعة ادت الى وقفه بعد خمسة اسابيع. وقالت اونو في مقابلة:"لا اظن انني أجعل من جون سلعة"، مضيفة:"في حال لم اتدخل، سيتدخل آخرون وسيجعلون منه سلعة رخيصة وهذا سيهدم عمل جون". وفي هذه الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل زوجها، اختارت يوكو اونو نشر كتاب بعنوان"ذكريات عن جون لينون"وهو عبارة عن مجموعة من قصص يرويها مشاهير مثل ايغي بوب وبونو مروراً بميك جاغر، وفيها تقول هي ايضاً انه بعد 25 سنة، ما زال"قلبها يرتجف"عندما تكون لوحدها. واونو التي كانت حاضرة لحظة الاغتيال، اعترضت على طلب القاتل مارك تشابمان اطلاق سراحه. ولم يتم الاعلان عن اي برنامج"رسمي"للاحتفال بهذه الذكرى، لكن المكتبات الاميركية بدأت تزخر بالكتب فيما دعت الصحف قراءها الى ارسال شهاداتهم عن"هذه الليلة المظلمة في تاريخ الروك"، كما وصفتها احدى الصحف في ولاية اوهايو.