طالب عسكريون أميركيون نجوا من هجمات اسرائيلية جواً وبحراً على سفينة تجسس أميركية خلال حرب عام 1967، وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بفتح تحقيق في ما اعتبروه"جرائم حرب اسرائيلية"أدت الى مقتل 32 من رفاقهم وجرح 171 آخرين. وكان الهجوم استهدف سفينة"يو أس أس ليبرتي"في المياه الدولية خلال حرب حزيران 1967 بين اسرائيل من جهة ومصر والأردن وسورية من جهة أخرى. ويدعي الناجون بأن الهجوم انتهك اتفاقات جنيف التي تُنظم قواعد الحرب، لافتين الى وقوع جرائم أخرى، اذ أطلق بحارة اسرائيليون النار على عمال اغاثة واطفاء كانوا على متن السفينة المثقوبة كالغربال نتيجة اطلاق النار عليها، وعلى قوارب نجاة مطاطية أُلقيت في المياه لانقاذ الناجين. واعتبر رئيس رابطة المحاربين القدامى لسفينة"يو أس أس ليبرتي"غاري بروميت أن طلب الاستئناف الذي أرسل الى البنتاغون، يرمي الى انصاف رفاقه البحارة. وتابع أن"السياسيين وجميع رؤسائنا لن يمسوا هذه القضية، لأن ذلك سيكون خطيئة. كل ما نحاول فعله الآن هو اتباع حكم القانون". ويُعدد طلب البحارة الناجين الذي يقع في 35 صفحة ويُطالب بتحقيق واسع النطاق، قوانين الحرب التي لم تحترمها الدولة العبرية. وكان الهجوم على"ليبرتي"وقع بعد ظهر يوم الثامن من حزيران يونيو عام 1967، أي بعد يومين على بدء الحرب، عندما حلقت مقاتلات اسرائيلية فوق السفينة الأميركية فيما كانت راداراتها تلتقط معلومات استخباراتية في المياه الدولية بين العريش المصرية وقطاع غزة. وبدأت المقاتلات الهجوم على السفينة التي حملت علماً أميركياً وطُليت بشعارات البحرية الأميركية، بشن ست غارات بالرصاص والقذائف والصواريخ، ما أسفر عن مقتل عشرة أميركيين وجرح آخرين. وبعد وقت قليل، شاركت ثلاثة قوارب حربية اسرائيلية في الهجوم، باطلاق صاروخي"توربيدو"أصاب أحدهما مقدمة السفينة، ما أدى الى وقوع مزيد من الضحايا، فيما بدأت"ليبرتي"بالجنوح. لكن ناجين بين 294 بحاراً نجحوا في منعها من الغرق. وأعلنت اسرائيل أن جنودها ظنوا بأن"ليبرتي"سفينة حربية مصرية، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن الأخيرة أصغر بكثير من السفن الأميركية، ولم تحمل أياً من راداراتها. وعلى رغم ذلك، لم يتوصل محققون اسرائيليون وأميركيون الى أكثر من"ارتكاب خطأ"اعتذرت الدولة العبرية عنه ودفعت أضراراً بقيمة 13 مليون دولار وصل بعضها الى عائلات ضحايا.