يجول رئيس اللجنة المنظمة لمونديال ألمانيا 2006 لكرة القدم فرانتس بيكنباور هذه الأيام على الدول التي تأهلت للمونديال، والهدف المعلن الذي يروّج له"القيصر"هو"شكر هذه الدول على التأهل، ودعوتها إلى ألمانيا"! المتعارف عليه أن الألمان ليسوا رجال علاقات عامة من طراز رفيع بل هم مخططون وإداريون ناجحون... من هذا المنطلق وجب البحث عن الهدف الحقيقي لهذه الزيارات. ليس مستغرباً أن يخطط بيكنباور لاعتلاء كرسيّ رئاسة الاتحاد الدولي الفيفا، فهو حق مشروع لرياضي في مكانة"القيصر"نجح لاعباً وحمل كأس العالم 1974، وحملها مرة أخرى مدرباً 1990، بعدما حل وصيفاً في مونديال المكسيك 1986، فضلاً رئاسته الناجحة لفريقه السابق بايرن ميونيخ قبل ترشيحه من بلاده لرئاسة اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم المقبلة. ما يسعى إليه بيكنباور هو امتداد طبيعي لمسيرته الرياضية، لكنه يعرف أن طريقه لن يكون مفروشاً بالورود، فمعه يسير على قضبان الترشح الفرنسي ميشال بلاتيني ورئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام، إضافة إلى الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر. التركيبات الداخلية والمصالح السياسية داخل"الفيفا"معقدة للغاية ولا يستطيع فك شيفرتها سوى المقربين من الاتحاد ودهاليزه. يقول أحد المتابعين لشؤون"الفيفا":"نعم زيارات بيكنباور تدخل في إطار الترويج لترشحه لمنصب رئاسة الفيفا، وهذا هو الهدف غير المعلن، الألمان فاجأونا بسرعة تحركهم أو لنقل إنهم سبقوا الجميع، والحق أن بيكنباور رجل ناجح، وسيدعمه أن الانتخابات المقبلة ستجرى بعد عام واحد من نهائيات كأس العالم التي سيكون هو شخصياً محورها بسبب ترؤسه اللجنة المنظمة، إضافة إلى قربه من رئيس الاتحاد الأوروبي السويدي لينارت يوهانسون وعودة المياه إلى مجاريها بين الرجلين". ويعتبر الخبير الدولي أن النجاح سيحالف القيصر"فهو مرشح فوق العادة، أمامه ابن همام الذي لن يترشح إلا إذا ضمن النجاح، وبلاتيني، وربما تتم الكثير من الصفقات. فعلى سبيل المثال ربما يتولى بيكنباور رئاسة الاتحاد الأوروبي في مرحلة يتربع فيها ابن همام على سدة الفيفا، في حين أن بلاتيني مرشح بقوة ليتولى مقاليد مشروع"برنامج الهدف"برغبة شخصية من بلاتر نفسه! وهو البرنامج الذي شهد أبعاداً جديدة ومميزة تحت عهدة ابن همام رئيسه الحالي. أتمنى نجاح بيكنباور فهو رجل ملتزم ومخطط وإداري في الوقت ذاته، أما بلاتيني فيقل كفاية عن القيصر مع أنه نجح في مسؤولية تنظيم كأس العالم 1998". وبعيداً من المعطيات التي تدور في المشهد الرياضي الدولي في الوقت الراهن، فإن السباق الى كرسي"الفيفا"لن يكون سهلاً، ويرتبط مباشرة بمدى باحتمالات بقاء بلاتر أو رحيله، وكذلك بتنازل ابن همام عن الترشيح وهو رجل علاقات دولية من طراز رفيع، ولديه شبكة من المناصرين يعجز عن تكوينها أي منافس آخر، وهذا يفسر البداية المبكرة للقيصر في حشد الصفوف خلفه، علماً أن علاقة ابن همام وبيكنباور ممتازة، خصوصاً بعد دعم الأول الثاني في حملة ألمانيا لاستضافة كأس العالم على حساب جنوب أفريقيا ما سبب قطيعة بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي، بعد ذهاب أصوات آسيا الأربعة إلى ألمانيا.