أتعب الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم السويدي لينارت جوهانسون العجوز البرازيلي جواو هافلانج طويلا، واعتقد بلاتر أنه سيكون بمنأى عن انتقادات الأوروبيين بمجيء الفرنسي ميشال بلاتيني، لكنه لم يسلم منه.. فكلما أثار شيخ ال«فيفا» موضوعاً دخل بلاتيني على الخط ليقول شيئاً مخالفاً، ولا هدف له سوى إزعاجه أو محاولة إظهاره عاجزاً عن ابتكار أشياء جديدة في كرة القدم.. ظل بلاتر يراهن على إقحام التكنولوجيا في الكرة، وبخاصة بعد مونديال جنوب أفريقيا وشعور بعض المنتخبات بالظلم الشديد، ومارس كبير «فيفا» ضغطاً كبيراً ليفرض منطقه في المونديال القادم، على أن يستبق ذلك بتجربة تكنولوجيا خط المرمى والكرة الذكية ليكون أعدل من قضاة محكمة لاهاي.. وتزيد قناعة بلاتر كلما ارتفع صوت من هنا أو هناك يشكو حرمانه من هدف مشروع، وأصبح الحكام، على رغم تدعيمهم بمساعدين على خط المرمى، هدفاً لانتقادات الأندية الكبيرة، وبخاصة في كأس أوروبا للأمم، إذ ارتكب كثير من الحكام حماقات، تجعل مسعى بلاتر بتوظيف التكنولوجيا أكثر من مشروع وحتمي.. لم يكن بلاتيني وبعض كبار الكرة في العالم مع رأي بلاتر لأن خطأ الحكم جزء من اللعبة، فلماذا الإصرار على جعل المباراة خالية من الأخطاء؟ ثم إن استخدام التكنولوجيا من شأنه أن يجعل كرة القدم شبيهة بالتنس أو الكرة الطائرة لا تنتهي في دقائقها التسعين، بل يمكنها أن تذهب بعيداً، بسبب احتجاج اللاعبين والمدربين، وحتى الجمهور، لأن كل توقف يقتضي مراجعة الجهة الفنية لإثبات صحة أو عدم صحة الهدف المشكوك فيه.. لكن بلاتيني لا يعنيه هذا، لكونه يبحث عن فرس رهان يخوض بها معاركه في المؤتمرات القادمة، وهي كثيرة، وبخاصة إذا تحالف ضده بلاتيني وبيكنباور.. أما بلاتيني فيدرك تماماً، أن موقعه في الاتحاد الأوروبي مريح لكنه يبحث عن أكثر من ذلك، ما يتطلب أفكاراً جديدة لتطوير اللعبة الأكثر شعبية في العالم، بعيداً من التكنولوجيا، ومن مونديال قطر وموعد إقامته إن كان صيفاً أو شتاء، ويتركز في إيجاد حلول لمسألة البطاقات. وهو ما جعله يقترح التخلي عن البطاقات الصفراء واستخدام أسلوب كرة اليد، أي أن اللاعب المخطئ يتم إخراجه 10 دقائق أو ربع ساعة، ليمنح المباراة حيوية أكبر، ويعطي التفوق لمن يملك عدداً أكبر من اللاعبين، فيجد اللاعبون أنفسهم مجبرين على تفادي الأخطاء. وقال بلاتيني: «هي فكرة أطرحها للنقاش». أي أنه رمى بحصاة في حذاء بلاتر. وقبل هذا كان بيكنباور، وأيده بعض اللاعبين الكبار، اقترح أن يتم تنفيذ التماس بالرجل، وليس باليدين، حتى تبقى كرة القدم حكراً على الرأس والقدم.. ونسي الناس مقترح القيصر لأنه لم يجد من يأخذ به، وصار تركيزه في تطوير أندية ألمانيا ومنتخبها، ومن ثم التفكير في كيفية الوصول إلى قصر زيوريخ الذي لا يبعد كثيراً من الحدود الألمانية.. هكذا يفكر أصحاب الباء الفرنسي (بلاتيني) والباء السويسري (بلاتر) والباء الألماني (بيكنباور). وهكذا تكون المناورة في مجالس الجلد المنفوخ. وهكذا يفكر كبار النجوم عندما يهدفون إلى بلوغ مرمى.. «فيفا». [email protected]