كان الدوري السعودي ولفترة طويلة يحظى بأكبر شريحة من المتابعين في منطقة الخليج، وظل هو المسيطر إعلامياً وجماهيرياً نظير عوامل عدة ينفرد بها عن سواه. وشهدت الأعوام الأخيرة ظهور منافسين بدأوا في مقاسمة الدوري السعودي كعكة الإعلام والجماهير، فالدوري الإماراتي احتل أخيراً المرتبة الأولى في التصنيف العالمي عن آسيا، والقطري كذلك بدأ وعبر تجربة"دوري المحترفين"في السعي للمنافسة ليوجد نوعاً من الحرص بين القنوات المحلية على متابعة أدق التفاصيل، وما أن تتاح لك الفرصة لمشاهدة إحدى مباريات الدوري القطري إلا وتجد نفسك منجذباً لمشاهدة بقية المباريات في هذه المسابقة التي تشبع حالة نهم للمتابع الرياضي سواء في منطقة الخليج أو الوطن العربي وجميع تلك الميزات كانت نتيجة لعوامل عديدة ميزت بطولة الدوري القطري عن بقية أقرانها في المسابقات الرياضية في منطقة الخليج، وأصبحت تنافس بقوة في سباق الحصول على الأفضلية بين كماشتي الدوري السعودي والدوري الاماراتي. وإذا كان الدوري الايطالي مثلاً مصنفاً على المستوى العالمي على أنه الأفضل بسبب قوة المنافسة بين الأندية وتسابق سبعة أو ثمانية أندية على المركز الأول ووفرة النجوم العالميين في صفوف هذه الأندية فأعتقد أن هذه العوامل متوافرة ومتاحة بقوة في"دوري النجوم"- أقصد الدوري القطري - الذي يزخر بوجود نجوم وأسماء لامعة في سماء الكرة العالمية مثل مهاجم الريان البرازيلي أندرسون والجزائري بن عربية والمدافع الفرنسي ديساييه والأخوين الهولنديين ديبور وغيرهم من النجوم سواء على الصعيد العربي أو الخليجي، وتحول المتابع إلى هناك دليل يؤكد نجاح تلك السياسة، ويشير إلى أن الدوري القطري يحتاج لقليل من الوقت ليصل إلى مستوى نظيريه السعودي والإماراتي. وباتت المنافسة في"دوري النجوم"على المراكز المتقدمة في سلم الترتيب متاحة لجميع الفرق فلا تستطيع أن تجزم مثلاً أن السد الفريق القوي سيتغلب على السيلية الفريق القادم حديثاً للمنافسة أو الريان صاحب السمعة القوية والجماهيرية على فريق الشمال المتواضع في خبرته، وقد يختلف معي البعض أن أكثر البطولات قوة هي التي تنحصر المنافسة فيها على أربع فرق كما هو الحاصل في الدوري السعودي الذي كان لفترة طويلة ينفرد بهذه الميزة، والتي منحته إثارة وتشويقاً لا مثيل له. أخيراً الدخول القوي للدوري القطري في المواسم الماضية سيترك المنافسة على أشدها مع الدوري السعودي القوي بنجومه المحليين وبعض أنديته المحلية والدوري الاماراتي"المنظم"والمتصاعد فنياً من موسم لآخر، وسيكون المستفيد دائماً هو المتابع والمحب لرياضة الخليج الطامح إلى أن تنهج بقية بلداننا الخليجية منهج"المثلث الذهبي".