يبدو أن سياسية الاحتكار التي تتبعها شركة"روتانا"للإنتاج الفني في ما يتعلق بالأغاني المصورة وحصر عرضها على محطتها التلفزيونية فقط، بدأت تثير انزعاج عدد من الفنانين المنتسبين إلى الشركة. فبعد مشكلات مع نيللي مقدسي، كاظم الساهر، وليد توفيق، ميسم نحاس، عاصي الحلاني، هيفا وهبي وغيرهم، تحمل الأيام المقبلة حرباً جديدة بطلتها هذه المرة المطربة المغربية ليلى غفران. السبب يعود إلى كليب أغنية"أسهلهالك"للمخرج محمد جمعة، التي كتبها ولحنها محمد الرفاعي في ألبوم غفران الجديد"أكثر من أي وقت"والتي تلقى رواجاً بين صفوف جمهور المطربة. وربما اعتبرت ليلى غفران أن الكليب لا يلقى الاهتمام أو يبث في شكل كاف على محطة"روتانا"، فقامت قبل أيام بإعطاء نسخة منه إلى محطة"ميلودي"التي بدأت عرضه في شكل مكثف، يوازي خمسة أضعاف عرضه على قناة"روتانا". الأمر لم يرق لمسؤولي الشركة لسببين: أولهما أن محطة"ميلودي"تعتبر المنافس الأخطر والأول لقناة"روتانا"بين المحطات الموسيقية من ناحية نسبة المشاهدة، وثانياً جرأة غفران في تحدي قرارات الشركة الواضحة والصريحة بالنسبة الى مسألة الاحتكار. وكانت شركة"روتانا"تقوم سابقاً بتوزيع الكليبات الغنائية على المحطات العربية الأرضية والفضائية كافة، بعد أن تبثها لعدد محدد من الأيام حصرياً على شاشتها، قبل أن تعدل عن هذا القرار وتستأثر بمسألة العرض مع ظهور عدد كبير من المحطات الموسيقية العربية، باستثناء توزيع بعض الأغاني وليس جميعها وفي شروط معينة على عدد محدود من المحطات التلفزيونية، وحصولها على عقود إعلانية للترويج لأعمالها الغنائية في مقابل السماح بعرض هذه الأغاني المصورة. إزاء ذلك، قام المعنيون في الشركة بتوجيه إنذار قضائي للمطربة التي قامت بمبادرة فردية من دون الرجوع إليهم، ولمحطة"ميلودي"بالتوقف عن بث الكليب كونهم الجهة المنتجة للأغنية. ويبدو أن ليلى غفران لم تشأ أن ينال ألبومها الجديد الفشل الذي أصاب عملها السابق"أهو ده الكلام"بسبب سياسة الاحتكار هذه، فرفعت شعار"لا للبث الحصري"على محطة واحدة فقط، إيماناً منها بحق جمهورها في مشاهدة أعمالها وأغانيها المصورة على أي محطة تلفزيونية يريد. فهل ستنجح في تحقيق مرادها، أم أن سياسة الاحتكار ستغلب هذه المرة أيضاً؟