تستحق خطوة أحمد الشريف الأولى أكثر من وقفة. فألبومه"بين الناس"حقق في أسابيع إطلاقه الأولى إيرادات فاقت تلك التي كانت تتوقعها"روتانا"، الشركة الموزعة للألبوم، كما سجل أعلى نسبة مبيعات، متفوقاً على كل الأرقام التي حققها زملاؤه النجوم عبر الإصدارات التي قدمتها الشركة في الأشهر الماضية. ويؤكد مصدر مقرّب من"روتانا"أن الألبوم أعيد طبعه مرّات عدة لفقدان الطبعات الأساسية من السوق. فضلاً عن ذلك، تحدثت وسائل الإعلام الكويتية قبل أيام عن نفاد الكاسيت من سوق كل من لبنان وتونس والكويت والمغرب، مما أدّى إلى دخول العمل الذي حقق المراتب الأولى في عدد من الإذاعات والمحطات العربية، منطقة"السوق السوداء". غير أن جمهور أحمد الشريف فوجئ قبل أيام، بتوقف بثّ عرض كليب أغنية"سهران معاك الليلة"على شاشة"روتانا"... وفي حين صرّح مصدر مسؤول في الشركة بأن توقيف الكليب جاء بسبب بدء بثّه على محطات أخرى مثل"ميلودي"، علمت"الحياة"أن للموضوع أبعاداً أخرى، خصوصاً أن كليب إيهاب توفيق الأخير"يا سلام"بدأ يعرض على قناة"ميلودي"، ولم يتوقف عرضه على"روتانا". كما ان ألبوم"بين الناس"ليس من إنتاج"روتانا"بل"ستار سيستيم"التابعة إلى"المؤسسة اللبنانية للإرسال"ال بي سي، وتبقى مهمة الشركة الأولى محصورة فقط في التوزيع. ويؤكد المصدر المسؤول أن"روتانا"ستوجه إنذاراً قضائياً إلى المطرب المصري الذي حظي بدعاية مكثّفة ولافتة من الشركة لألبومه الأخير... غير أن قصة أحمد الشريف، وكما تدور الأحاديث في أروقة"روتانا"، تعود إلى رغبة الأخيرة في ضمّ النجم التونسي تحت جناحيها عبر الضغط عليه. كما تخشى الشركة أن يغري"عقد التوزيع"فنانين آخرين، يوكلون إلى"روتانا"مهمة التوزيع فقط، مما يسهّل عليّهم مهمة نشر الأغاني على فضائيات أخرى، ويريحهم من مسألة الاحتكار ومشاكلها. سياسة الاحتكار وقرار"روتانا"بحصر عرض الأغاني المصورة على قناتها التلفزيونية فقط، أثاراً انزعاج عدد من الفنانين المنتسبين إلى الشركة، من نيللي مقدسي وكاظم الساهر إلى عاصي الحلاني وهيفا وهبي وأخيراً ليلى غفران. وكانت المطربة المغربية التي وجدت على ما يبدو أن الكليب لا يلقى الاهتمام أو يبث في شكل كاف على محطة"روتانا"، أعطت نسخة منه إلى محطة"ميلودي"التي بدأت عرضه في شكل مكثّف، يوازي خمسة أضعاف عرضه على قناة"روتانا"... لكن الأمر لم يرق لمسؤولي الشركة، بعد أن استفزتهم جرأة غفران في تحدي قراراتها الواضحة والصريحة بالنسبة إلى مسألة الاحتكار. وكانت الشركة توزع سابقاً الكليبات الغنائية على المحطات العربية الأرضية والفضائية كافة، بعد أن تبثها لعدد محدد من الأيام حصرياً على شاشتها، قبل أن تعدل عن هذا القرار وتستأثر بمسألة العرض مع ظهور عدد كبير من المحطات الموسيقية العربية، باستثناء توزيع بعض الأغاني وليس جميعها وفي شروط معينة على عدد محدود من المحطات التلفزيونية، وحصولها على عقود إعلانية للترويج لأعمالها الغنائية في مقابل السماح بعرض هذه الأغاني المصورة. غير أن فناني"روتانا"، خصوصاً المهتمين منهم بالسوق المصرية، بدأوا يبدون استياءهم من عملية عرض الكليبات على"روتانا"فقط، إذ يرون أن من حق جمهورهم مشاهدة أعمالهم الغنائية المصورة على أي محطة يريد، خصوصاً على تلك التي تسجل في بعض الدول نسبة مشاهدة أكبر من"روتانا". بعيداً من سياسة الاحتكار، ووسط كل الضغوط التي يتعرض لها أحمد الشريف الذي يطلّ هذا المساء على جمهوره في حفلة تقام في عاليه شرق بيروت قبل أن يبدأ جولة عربية، هل تجذب أضواء"روتانا"النجم التونسي، أم إن"أل بي سي"ستتمسك بورقتها الرابحة حتى النهاية.