في تصعيد خطير يطرح السؤال مجدداً عن جدوى وجدّية التزام الدول والشركات الخاصة في تحرير الأسواق والتجارة، تقدمت الولاياتالمتحدة أمس بشكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية تدعوها إلى"فتح تحقيق في شأن اختراق الاتحاد الأوروبي لقوانين التجارة عبر تقديم المساعدات الحكومية لإيرباص"، التي اعتبرتها"غير قانوني وتلحق الضرر بشركة بوينغ". وسرعان ما جاء الرد من الاتحاد الأوروبي على لسان مفوض التجارة بيتر ماندلسون الذي قال انه"يأسف جداً"على هذه الخطوة المتخذة من قبل الولاياتالمتحدة، وأعلن ان"الاتحاد الأوروبي قرر بدوره إعادة فتح الدعوى المرفوعة على بوينغ في العام الماضي، إذ اتهمها بالحصول بدورها على مساعدات حكومية في شكل إعفاءات ضريبية وتمويلات للأبحاث والتطوير". وذكر الممثل التجاري الأميركي روب بورتمان يوم الاثنين ان"إدارة الرئيس بوش شعرت أن عليها التحرك رداً على التزام أوروبا بتقديم تمويل لإيرباص بقيمة 1.7 بليون دولار لدعم تطوير الطراز الجديد". وقدم الاتحاد الأوروبي اقتراحاً، في نهاية الأسبوع الماضي، لحل المشكلة عبر"خفض القروض التي تقدمها حكومات أوروبية للمساعدة في تطوير طائرة إيرباص الجديدة أي 350 بنسبة 30 في المئة"، في محاولة منه لتفادي الدخول في معركة قانونية مع الولاياتالمتحدة. وعقب مدير المبيعات في"بوينغ"ألان مولالي من طوكيو أمس"ان هذا العرض ليس كافياً وان المساعدات الأوروبية يجب ان تلغى كلياً".