قتل نحو 350 الف شخص في اثناء سنتين بدارفور, وهو رقم يوازي نصف عدد القتلى في مجازر رواندا، في 1994، وتعرّف الاممالمتحدة الإبادة الجماعية"قتلاً يتعمد إلغاء مجموعة من الناس كلياً أو جزئياً". وفي دارفور نحن أمام إلغاء جزئي من دون شك. ولكن من الصعب الجزم في ما إذا كان القتل في دارفور صادراً عن تعمد إلغاء. فهل تريد الخرطوم إبادة كل أفارقة دارفور؟ لا، فهي تريد قتل أكبر عدد من الأفارقة لزرع الرعب في نفوس المتبقين ودفعهم الى الطاعة. ويفضل اعتبار ما يجري سياسة لإبادة غير العرب. وأصبح من الواضح أن ما يجري في دارفور حرب عرقية غير دينية لأن القتل يستهدف الأفارقة المسلمين من غير العرب. وفي البداية كانت السلطة تلاحق الأفارقة المسيحيين ما دفع إلى التفكير بأنها حرب أهلية بين طائفتين دينيتين. وعلى ما تقدم تبين خطأ هذا الاستنتاج. وتعتبر الحكومة منشقي دارفور أخطر من الثوار المسيحيين في الجنوب بقيادة جون قرنق، قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان. وعلى خلاف جنوب السودان, ليست دارفور مستعمرة مرتبطة بالشمال العربي المسلم. وهناك تداخل واسع بين الغرب والشمال، ناجم عن التزواج بين أهل الغرب السوداني و"أولاد البلد"، أي عرب وادي النيل. وهذه الشريحة تبلغ أقل من 30 في المئة، لكنها الأكثر غنى والأكثر ثقافة وعلماً. وليس"الاخوان المسلمون"، وهم من عرب وادي النيل، ومن يمسكون بزمام السلطة اليوم سوى تجسيد فعلي لحكم الاقلية العربية .... جيرار برونييه، ليبيراسيون الفرنسية، 22/5/ 2005