أكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل"الحياة"أن فضيحة التجسس المتعلقة بلجنة العلاقات الأميركية الاسرائيلية أيباك ووزارة الدفاع الأميركية البنتاغون"لن تطال مسؤولين اسرائيليين رسميين"وستقتصر ملاحقات مكتب الاستخبارات الفيديرالي أف.بي.آي ووزارة العدل على المسؤول من البنتاغون لاري فرانكلين الذي يخضع للتحقيق اليوم ومعه مديران سابقان في"ايباك"ستيف روزن وكيث وايزمان المتوقع اعتقالهما قبل نهاية الشهر. وأكدت المصادر أنه رغم ضلوع مدير المكتب السياسي في السفارة الاسرائيلية في واشنطن ناور غيلون في الفضيحة ولعبه دور حلقة الوصل لتمرير المعلومات السرية من"ايباك"حول التدخل الايراني في العراق في حزيران يونيو 2003 نيابة عن الحكومة الاسرائيلية"سيتم استدعاؤه للشهادة فقط من دون ملاحقة قضائية"كونه مواطناً اسرائيلياً ولم يحصل على المعلومات السرية مباشرة من فرانكلين. وبدوره، مرر فرانكلين معلومات سرية الى موظفي"ايباك"خلال جسلة غداء في 26 حزيران 2003، تفيد عن مخطط ايراني لاستهداف جنود أميركيين ومواطنين اسرائيليين موجودين في العراق. ونقلت صحيفة"هآرتس"في عددها الصادر أمس أن فرانكلين اعترف بتسريب المعلومات لوايزمان وروزن مع التشديد على"سريتها"، ما سيؤدي الى ملاحقة الرجلين تباعا بتهمة التجسس لصالح"بلد أجنبي"بعد القيام بايفاد المعلومات الى الحكومة الاسرائيلية. وطردت"ايباك"وايزمان وروزن في نيسان ابريل الماضي لانقاذ سمعتها وتفادي فضيحة أكبر مع الحكومة الأميركية، مع العلم أنها ما زالت تتحمل كلفة الدفاع القانوني عنهما. وأشار تقرير"هآرتس"الى أن محققي"أف.بي.آي"يمتلكون أدلة سمعية تدين أعضاء"أيباك"وفرانكلين وتلتقط مكالمتهم مع أعضاء في السفارة الاسرائيلية ومكتب الشرق الأدنى وجنوب آسيا في وزارة الدفاع الأميركية الذي أداره فرانكلين. وتحدثت أوساط مطلعة عن البعد السياسي للفضيحة، والذي يتعدى فرانكلين ومنظمة"ايباك"ويمثل ضربة لخط المحافظين الجدد الداعي الى سياسة أكثر تشددا مع الملف الايراني. وأفادت تقارير صحافية أميركية أن هناك أكثر من 1300 موظف في البنتاغون من المتعاطفين مع خط فرانكلين، ويترأسهم الرجل الثالث في وزارة الدفاع دوغلاس فايث الذي سيستبدل بعد الفضيحة آخر الشهر بالسفير السابق لدى تركيا القريب من اسرائيل، وهو يهودي ايضاً، ايرك أدلمان. ونقلت وكالة التلغراف اليهودية أن "أف.بي.آي"بدأت الخوض في الملف منذ عام 2001 وبعد شكاوى مباشرة من مستشارة الأمن القومي سابقا كوندوليزا رايس حول تسريبات عن الادارة والجدل القائم عن جدوى اللقاء بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وداهم"أف.بي.آي"مكاتب"أيباك"ثلاث مرات واستدعى حوالي 20 مسؤولاً من البنتاغون والبيت الأبيض.