نفت اسرائيل مجدداً تورطها في اي عملية تجسس في الولاياتالمتحدة، في وقت كشفت صحافتها ان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي جورج تينيت حذّر الاستخبارات الاسرائيلية مراراً من وجود جاسوس في البنتاغون. كما تبين ان المشتبه به في قضية التجسس لورنس فرانكلين، خدم في اسرائيل حيث حضر ايضاً لقاءات عدة بين الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية. راجع ص 7 وكان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي كشف اول من امس انه يجري تحقيقاً منذ شهور مع احد كبار المحللين في البنتاغون في شأن شبهات بالتجسس لحساب اسرائيل، وذلك بناء على وقائع تشير الى انه سرب الى تل ابيب عن طريق موظفين في "لجنة العلاقات العامة الاميركية - الاسرائيلية" ايباك، معلومات سرية عن قرارات اميركية تتعلق بايران. وكشف الخبير في الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان تينيت لمّح في اكثر من مناسبة التقى فيها مسؤولي جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد الى وجود جاسوس اسرائيلي في الولاياتالمتحدة، لكنهم نفوا التهمة وتحدّوه كشف هوية الجاسوس. ويضيف شيف ان "موساد" يعرف فرانكلين جيداً وأنه شارك مرات كثيرة في لقاءات بين جهازي الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية، خصوصاً اللقاءات مع شعبة الاستخبارات العسكرية. وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" ان فرانكلين زار اسرائيل حيث خدم كخبير في الشؤون الخارجية العسكرية والسياسية، مشيرة ايضا الى معلومات غير مؤكدة افادت انه خدم كاحتياطي في سلاح الجو في اسرائيل. وسعت الدولة العبرية بكل طاقتها الى النأي بنفسها عن "فضيحة التجسس"، وشدد مكتب رئاسة الحكومة على وجود "تعاون استخباري تام" مع اميركا تنتفي معه الحاجة الى اللجوء الى التجسس. الا ان التصريحات الرسمية الاسرائيلية وتعليقات الصحف عكست المخاوف من انعكاسات هذه الفضيحة على العلاقة الوطيدة مع اميركا، حتى ان معظم المعلقين مال الى اعتبار ان "الضرر قد حصل"، وانه حتى لو برئت ساحة اسرائيل فانها ستظل متهمة في نظر اميركا لان التحقيق سيعيد الى الاذهان قضية الجاسوس جوناثان بولارد وسيثير مرحلة جديدة من الشكوك بين الجانبين، ومعها مسألة "الولاء المزدوج" ليهود اميركا. واعربت الاوساط السياسية والاعلامية عن مخاوفها من ان تؤدي قضية التجسس الى التشويش على حملة الرئيس جورج بوش الانتخابية وضرب فرص فوزه برئاسة ثانية، لافتة الى ان القضية مرتبطة بالجدل الدائر في شأن الحرب على العراق، خصوصا في ضوء الرأي القائل ان الحرب شنت خدمة لمصالح اسرائيل. وصرح الوزير الاسرائيلي ناتان شارانسكي بأن الاتهامات "غير صحيحة" وقد تكون ناتجة من "صراعات داخلية" بين وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي ووزارة الدفاع الأميركية بنتاغون. وقال إن اسرائيل "تحظر التجسس داخل الولاياتالمتحدة"، مضيفاً ان هذه الاتهامات "تعيد إحياء التهمة القديمة بأن الدولة العبرية ليست حليفة لواشنطن بل دولة خائنة" وبأن "اليهود الأميركيين يعانون من مشكلة الانتماء المزدوج".