ثلاثة أشهر على استشهاد الرئيس رفيق الحريري، على غياب الأب، على غياب رجل الانماء والاعمار، على غياب باني الأجيال، على غياب رجل الاعتدال والحوار والوحدة والعيش المشترك... على غياب حلم لبنان. أيام مضت على فاجعة أصابت كل اللبنانيين كباراً وصغاراً... أيام مضت وبيروت قلب رفيق الحريري تلملم جراحها على فقدان أحبائها... أيام مضت والحزن والأسى يلف لبنان كله من شماله الى جنوبه ومن بقاعه الى جبله بدمعة واحدة وصوت واحد... من قتل حلم لبنان. نهار لبنان كليله... ظلام ودموع وأسى... على من حول ظلام الحرب الى... نهار الأمل... على من أعاد للبنان رونقه وجعل بيروت كعادتها لؤلؤة الشرق وعاصمة الحضارات. نعم في ليلة ظلماء افتقد البدر... 14 شباط فبراير وفي وضع النهار افتقد البدر الذي أضاء سماء لبنان... بالاعمار والعلم والوحدة والاعتدال والحوار... والعيش المشترك. اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر على استشهاد حلم لبنان رجل الأحلام... رجل الدولة... لبنان كله ومعه العالم يريد أن يعرف الحقيقة... حقيقة من قتل ومن دبر وحرض وقصر... واشترك في هذه الجريمة النكراء... التي هزت العالم ببشاعتها وقصمت ظهر لبنان، وضربت استقراره وأمنه واقتصاده وعيشه المشترك... ولن يعود لبنان بازدهاره وأمنه واستقراره وسلمه الأهلي إلا... بمعرفة الحقيقة التي توحد عليها اللبنانيون والعالم بأسره... اننا اليوم نعيش في لبنان أياماً عصيبة بعد اغتيال شهيد الوطن رفيق الحريري... ولن يهدأ بال اللبنانيين جميعاً الا بمعرفة الحقيقة كاملة لمحاسبة الجناة وإنزال أشد العقوبات بحقهم. أيها الرئيس الشهيد نم قرير العين... فنحن على العهد باقون ومستمرون بالوفاء لنهجك الوحدوي... ملتزمون باتفاق الطائف الذي كان ثمرة جهودك الحثيثة في ايقاف الاقتتال الداخلي وإعادة لبنان وإعماره ووحدة أبنائه كما اننا ملتزمون بخط المقاومة... المقاومة التي حضنتها ودعمتها وحميتها حتى آخر يوم في حياتك... ونعاهدك على أن هذه المقاومة ستبقى وستستمر وما شهادتك الا نقطة قوة وشرف لها... وداعاً أيها الرئيس والأب والأخ والصديق والقائد... سيفخر بك حفيدك"حسام"كما كل أطفال لبنان والأجيال الصاعدة على ما صنعت يداك من أحلام، ومفخرة على ما فعلته للبنان من نهضة واعمار وغد مشرق ومستقبل واعد... وداعاً يا حلم لبنان. عباس المعلم [email protected]