سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هاورد يعلن تنحيه عن رئاسة حزب المحافظين ... وتهانئ تنهال على رئيس الوزراء البريطاني . بلير فخور بنصره التاريخي في عيد ميلاده على رغم خسارة حزبه جزءاً من غالبيته في البرلمان
نجح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في الفوز بولاية ثالثة للمرة الأولى في تاريخ حزب العمال في هذا البلد، على رغم ضعفه سياسياً، بعدما خسر ثقة البريطانيين بسبب مسألة العراق. وأعلن بلير عن فخره الكبير بالفوز، ولو بغالبية أقل مما حققه في مجلس العموم السابق. وقال في كلمة أمام نشطاء الحزب في لندن:"أعتقد بأننا فخورون للغاية بما فعلناه". وأضاف بلير الذي كان يطوق زوجته شيري بذراعه في اليوم الذي يوافق عيد ميلاده الثاني والخمسين، أن الانتخابات كانت صعبة وأن العديد من"الرفاق الجيدين سقطوا". وفي إشارة إلى الخسائر التي مني بها الحزب، شدد بلير على وجوب"استجابة حزب العمال بحكمة لتطلعات الناخبين". وأدت الرسالة القاسية التي وجهها الناخب البريطاني إلى بلير إلى تقلص غالبية العمال من 160 مقعداً في الانتخابات السابقة إلى 66 مقعداً اليوم. وكانت الصفعة الثانية التي لقيها رئيس الوزراء البريطاني الذي أقر بأنه"تلقى الرسالة"، خفض نسبة مشاركة الناخبين المؤيدين للعمال على نحو لم يسبق له مثيل، إذ قدرت بنحو 36.3 في المئة فقط، وكذلك خسارة العمال لسلسلة من الدوائر الانتخابية البارزة في لندن ومناطق من إنكلترا، احتجاجاً على غزو العراق. وحصل العمال حتى الآن على 353 مقعداً، فيما حصل المحافظون على 193 مقعداً، أما الديموقراطيون الأحرار ففازوا بنحو 60 مقعداً، مما يوضح أن الحزبين المعارضين حققا انتصارات واضحة على حساب العمال، ولكن التقدم الكبير الذي كان الأحرار الديموقراطيون يتوقعونه، لم يتحقق، ذلك أنهم لم يفوزوا سوى بنحو ست دوائر جديدة مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2001. وتوجه بلير صباح أمس، إلى قصر باكنغهام لمقابلة الملكة اليزابيث الثانية بعد إعلان نتيجة الانتخابات كما يجرى العرف والتقليد، على رغم أن لا دواعي دستورية لذلك. وطلبت منه الملكة أن يشكل الحكومة الجديدة خلال اللقاء الخاص بينهما. وبعدها عاد مرة أخرى إلى مقره في"داونينغ ستريت"لإجراء تعديل وزاري يتوقع أن يكون واسعاً، بعد خسارة عدد من وزراء الدولة مناصبهم. هزيمة هاورد وتنحيه أمام ذلك، اعترف زعيم حزب المحافظين مايكل هاورد بهزيمته، وأعلن أنه سيستقيل عندما يقرر المحافظون كيف ومتى ينتخبون زعيماً جديداً لهم. وقال هاورد لمؤيدي حزبه:"لأنني لا يمكنني خوض الانتخابات العامة المقبلة، اعتقد بأن من الأفضل لي أن أتنحى عاجلاً وليس آجلاً كي يتمكن الحزب من اختيار شخص يمكنه خوض الانتخابات". وأضاف:"أزمع البقاء زعيما للحزب إلى أن تتوافر للحزب الفرصة ليبحث إذا كان سيفكر في أن قواعد القيادة يجب أن تتغير". وهنأ هاورد بلير، لكنه قال إن الوقت حان بالنسبة إليه لتنفيذ وعوده. وأضاف أن الانتخابات البرلمانية كانت بالنسبة إلى المحافظين خطوة مهمة إلى الأمام على رغم ذلك. وقال هاورد الذي فاق أداؤه التوقعات إنه سيتعاون مع حكومة بلير. أما حزب الديموقراطين الأحرار، ثالث أكبر الأحزاب السياسية في بريطانيا، فحقق مكاسب ملحوظة، مستفيداً من وجود مشاعر سلبية تجاه حرب العراق. وأعيد انتخاب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بغالبية كبيرة. كما أعيد انتخاب وزير المال غوردون براون الخليفة المحتمل لبلير، نائباً عن دائرة دونفيرملاين في اسكوتلاندا. وهنأ زعماء العالم توني بلير على فوزه. وقال المستشار الألماني غيرهارد شرودر:"أعتقد بأنك قدمت لنفسك أعظم هدية عيد ميلاد بنصرك هذا". أما رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، فقال:"أتطلع إلى العمل معاً لنواجه التحديات الحاسمة التي تنتظرنا، خصوصاً خلال رئاسة بريطانيا للاتحاد الأوروبي". وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك:"أنا سعيد لأنه يمكننا تطوير العلاقة الفرنسية - البريطانية لمصلحة بلدينا العظيمين ولمصلحة الاتحاد الأوروبي". وكانت رسائل تهنئة من رئيس الوزراء الإيرلندي بيرتي أهيرن ورئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد والمستشار النمسوي فولفغانغ شوسل.