خسر حزب العمال البريطاني بزعامة رئيس الوزراء توني بلير، انتخابات نيابية فرعية في معقله في جنوب ليستر، في اختبار مهم لشعبية الحكومة التي فازت بفارق ضئيل في انتخابات فرعية أخرى في مدينة برمينغهام. وأطاح حزب الديموقراطيين الاحرار الذي عارض بقوة الحرب على العراق، الغالبية التي كان يتمتع بها حزب العمال وتبلغ 13 ألف صوت. وتقدم من المركز الثالث إلى المركز الأول في دائرة "ليستر ساوث" وسط إنكلترا التي كان مقعدها البرلماني في السابق، مضموناً لمرشحي حزب العمال. أول هندي في مجلس العموم وأصبح بارميت سينغ جيل البريطاني من اصل هندي أول عضو في حزب الديموقراطيين الاحرار من أقلية عرقية ينجح في دخول مجلس العموم البريطاني، بعد تفوقه على ممثل حزب العمال في الانتخابات الفرعية بفارق 21 نقطة. وحصل جيل على 10274 صوتاً، تمكن عبرها من هزيمة كل من السير بيتر سولسبي رئيس مجلس المدينة العمالي، وممثل المحافظين هيتون هاريس. وفي خطاب أدلى به بعد إعلان فوزه، قال جيل: "لقد خاطب مواطنو جنوب ليستر الشعب البريطاني. وحمل خطابهم رسالة مفادها أن رئيس الوزراء أساء إليهم وجعلهم يفقدون الثقة فيه". شبه هزيمة وفي دائرة برمينغهام، فاز حزب العمال بفارق 460 صوتاً عن حزب الديموقراطيين الأحرار في الانتخابات عينها، ما يعتبر تدنياً كبيراً، مقارنة بغالبية ال12 ألف صوت التي حصل عليها الحزب في الانتخابات النيابية في 2001. وعلى رغم فوزه، خسر حزب العمال الغالبية في الدائرة حيث كان يحظى بتأييد 11 ألف ناخب. العراق قضية رئيسة وعبر زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار تشارلز كيندي عن سعادته بالنتائج. وقال: "كانت ليلة رائعة ومذهلة بالنسبة إلينا. أعتقد أن العراق كانت قضية رئيسة". وتمثل الطبقة العمالية غالبية في الدائرتين اللتين شهدتا انتخابات، وتعيش فيهما أعداد كبيرة من الأقليات العرقية. ولن تؤثر نتائج الانتخابات الفرعية في الغالبية الكبيرة التي فاز بها حزب العمال في مجلس العموم في انتخابات حزيران يونيو 2001. ومن المرجح أن يدعو بلير إلى انتخابات عامة في أيار مايو العام المقبل. وتراجع حزب المحافظين الذي يساند حرب العراق، إلى المركز الثالث في الانتخابات التي شهدت إقبالاً بلغ 36 في المئة من إجمالي عدد الناخبين في الدائرة. كارثة للمحافظين ووصف ممثل حزب العمال ليام بيرني تراجع المحافظين بأنه "كارثة لمايكل هاورد". واعتبر جون ريد وزير الصحة البريطاني ان هذه النتائج "تمثل تحدياً للحكومة". كما رأى أنها "كارثة على مايكل هاورد وحزبه لأنهما يتراجعان". من ناحيته، قال ليام فوكس نائب رئيس حزب المحافظين في حديث أدلى به لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: "أعتقد أن الانتخابات المحلية والانتخابات الأوروبية وأيضاً هذه الانتخابات، تحمل رسالة واضحة جداً. فالناخبون يشعرون أن حزب العمال خذلهم، لذا فهم يلجأون إلى حزب يستطيع أن يهزم العمال". يذكر أن انتخابات برمينغهام جاءت بعد ترقية تيري دافيز النائب العمالي عن الدائرة إلى منصب الأمين العام لمجلس أوروبا. كذلك أجريت الانتخابات الفرعية في جنوب ليستر بعد وفاة البرلماني جيم مارشال إثر إصابته بسكتة قلبية في أيار الماضي.