لا ندري إذا كانت"المطربة"الكويتية - بعيداً من الأسماء - التي تعيش في الإمارات، قالت"الحقيقة"في حلقة"حماسية"استضافها فيها طوني خليفة في برنامجه"لمن يجرؤ فقط"الذي يعرض على شاشة LBC. بدا المحور الرئيس في الحلقة"الممتلئة بالغرائب"أن"المطربة"الصاعدة شخصيةٌ حاضرة في كثير من الصحف والمجلات الخليجية، لما"تُصرّح"به في شأن زميلاتها وزملائها في المجال نفسه. طبعاً السؤال الأهم في الحلقة سيكون: لمَ تثار كل هذه المشكلات طالما تنفي"المطربة"أنها تسيء إلى أي من زملائها؟ ويحتاج ذلك إلى تفسير لهذه"الهجمة الظالمة"التي تتعرض لها... لكن الحلقة نفسها فرضت سيناريو آخر - هل تُصنف من تلفزيون الواقع؟ إذ استحوذت قصة"المطربة"الكويتية - ضيفة البرنامج - مع أخرى سعودية، على معظم وقت الحلقة. الضيفة التي لم يتجاوز رصيدها الفني ألبومين، تجاوبت مع قصص أخرى وردّت على أسئلة كثيرة لها علاقة بفنانات مثل هيفا وهبي ومروى وغيرهما، آخذة بمبدأ"كشف المستور"بحسب ما ورد في صحيفة سعودية محلية. إضافة إلى أنها نفت كلاماً نُسب إليها في شأن إعلاميين وصفتهم بالمرتزقة. النفي والإيضاح كانا بطلا الحلقة، والضيفة حملت أمام الكاميرا تسجيلات صوتية موثقة وأدلة تبدو للوهلة الأولى حقيقية. لكنها - الضيفة - كانت مهتمة أكثر بقصتها مع"المطربة"السعودية، وألمحت إلى ذلك أكثر من مرة في الحلقة، خصوصاً في فقرة"حق الرد". "حق الرد" الضيفة تعتبر ما ستقوله - الرد - حقاً لها، إذ كانت"المطربة"السعودية أول من بدأ الهجوم في برنامج"حول الخليج"الذي يُعرض على قناة"روتانا". البرنامج الأخير تقدمه"مذيعة"سعودية صاعدة، تقيم في بيروت بسبب البرنامج، وتُعده زميلة لها من المنطقة الشرقية في السعودية. وبعيداً من التفاصيل، تجدر الإشارة الى أن ضيفة طوني خليفة اعتبرت ان الموضوع برمته مؤامرة تحاك ضدها من"المذيعة"و"المعدة"و"المطربة"السعوديات وبعض"الصحافيين"الذين ظهروا في حلقات"حول الخليج". على أي حال،"المطربة"الكويتية شرحت سبب المؤامرة من وجهة نظرها، وقصت شيئاً من الماضي، واستعانت ب"صحافي"أو أكثر هاتفياً، كي تُظهر"الحقيقة"! وحاولت أن تشير مراراً إلى أن"حول الخليج"يستضيف صحافيين سعوديين مبتدئين وهواة يكتبون في مجلات مغمورة، ويعرفون أنفسهم بمناصب غير صحيحة، ولا يتجاوزون صحافيي"القطعة"! وبغض النظر عن صحة ما تقول، كان البكاء حاضراً في الحلقة، والفكاهة والغناء والتهكم والعصبية أيضاً. هل يشير ذلك إلى واقع أم دراما مكتوبة؟ كما أن أمُ"المطربة"الكويتية دخلت إلى المستشفى بسبب حلقة"حول الخليج"المذكورة. منتديات الإنترنت وبعض الصحف والمجلات الإماراتية والكويتية والسعودية، كتبت سيناريوات وتحليلات مختلفة بعد الحلقة، بين مؤيد ومعارض ومع او ضد البرنامج ذاته... "عناصر"مفقودة لم تسرد قصداً ومن غير قصد. أسماء معروفة كثيرة وردت في حلقة"لمن يجرؤ فقط"، وأسماء غير معروفة أيضاً - كيف نعرف من منهم المعروف؟"المطربة"السعودية ردت على"غريمتها"في برنامج"سكووب"الذي يعرض على شاشة MBC، وقالت إنها ستقاضيها. زوج الأخيرة"أرسل خطاباً إلى القيمين على قناة LBC يتضمن تحفظاً على حلقة طوني وطلباً بعدم بث الحلقة، وتسليم الأشرطة إليه من طريق المحامية نادين فقيه"، كما ورد في صحيفة سعودية. "لمن يجرؤ" هل هناك ضرورة لكتابة كل ما حدث بعد البرنامج، وما سيحدث، وتفاصيل وردت او لم ترد؟ أو الإشارة إلى الأسماء بعينها؟ بالتأكيد لن تتوقف الكتابة عن البرنامجين والحلقتين والمعنيين بها. وكل سيجد مادته التي يكتب عنها. هناك من هاجم طوني وبرنامجه. هناك من تعاطف مع هذه أو تلك. لكن، هناك أيضاً من عد الفكرة برمتها"مؤامرة ضد المشاهد الذي تعرف الى أسماء مغمورة، ودخل في تفاصيل لا تهمه". هل هي فعلاً لا تهمه؟ لمَ إذاً اشتهرت تلك الحلقة وشاهدها حتى الذين هاجموها؟ أصحاب فكرة"المؤامرة"اعتبروا القصة أشبه بفيلم. ربما تشبه الفيلم فعلاً، لكنه فيلم"واقعي"، حتى لو كان"مؤامرة"مدروسة وليست مكتوبة. هل يعقل - فعلاً - أن ينتجوا جميعاً هذا الفيلم بهدف الشهرة؟ أم أن بحثهم وراء الشهرة هو ما أنتجه؟ تبدو أسئلة كهذه، غير واقعية، طالما أن تلفزيون الواقع يكتسح منازل المشاهدين ويفرض عليهم خصوصيات غيرهم في حال لم يتدخل جهاز التحكم، وطالما أن مشاهدي الشاشات العربية يبحثون دائماً عما يكسر روتين برامجهم، ويخفف عليهم التقليدية. ثمة دائماً من يؤكد أن تلفزيون الواقع هو"لمن يجرؤ فقط"! وعلى العكس هناك من يقول إن عدوى"فضائح المشاهير"تنتقل من الصحف والمجلات إلى الشاشة! لكن، من هم"المشاهير"؟ ومن لا يستطيع أن يصبح مشهوراً تحت ظل تلفزيون الواقع - بعيداً من تعريفه؟ المهم أن يجرؤ فقط.