مع اقتراب شهر حزيران يونيو، الموعد الذي حدده حزب العمال الكردستاني للعودة رسمياً إلى العمل المسلح في المدن التركية وإنهاء الهدنة التي أعلنها من طرف واحد منذ أكثر من خمسة أعوام، تزداد عمليات إلقاء القبض على عناصر الحزب أثناء تهريبهم للمتفجرات أو بعد تفجيرها في عدد من أهم المدن التركية، بعيداً عن معقلهم جنوب شرقي الأناضول. واعتقلت قوات الأمن التركية في مواقع متفرقة في الساعات ال48 الأخيرة أربعة عناصر ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني من بينهم امرأة، اثناء محاولتهم تهريب متفجرات وقنابل من ديار بكر إلى اسطنبول. وذكرت مصادر الأمن التركي أنها عثرت في حوزتهم على عشر عبوات تزن كل واحدة منها كيلوغراماً واحداً من مادة"سي 4"الشديدة الانفجار، إضافة إلى هواتف نقالة مربوطة بالعبوات، مجهزة لبث أغانٍ باللغة الكردية، قبل الانفجار. وأفاد الأمن التركي بأن المعتقلين اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لتفجير هذه القنابل في مناطق مختلفة من اسطنبول، إذ يبدأ الهاتف أولاً بإذاعة أغنية كردية على الملأ ثم تنفجر القنبلة بانتهاء الأغنية. والغرض من هذا الاختراع العجيب هو لفت الانتباه إلى القضية الكردية. وجاء اعتقال الأربعة بعد إلقاء القبض على نظمية أركان المنتمية أيضاً إلى الحزب الكردستاني في أزمير، وفي حوزتها 10 كيلوغرامات من المتفجرات نفسها، واعترافها بأنها تلقت أوامر بتفجير مناطق سياحية في المدينة الواقعة غرب تركيا. وسبق ذلك بيومين، انفجار قنبلة مماثلة أمام تمثال أتاتورك في منتجع كوش أضاصي على بحر إيجه، ما أدى إلى إصابة سائحين بجروح. وكان الأمن التركي عثر قبل أسبوع على قنبلة زنتها عشرين كيلوغراماً مربوطة إلى إحدى قوائم جسر في اسطنبول. و ذكر خبراء المتفجرات أن القنبلة كانت كفيلة بتحطيم الجسر الذي يعتبر من أهم جسور اسطنبول. ويخشى المراقبون من عودة أعمال العنف من جديد في المدن التركية، على خلفية التوتر في الشارع الكردي مع اقتراب موعد قرار محكمة حقوق الانسان الاوروبية في الثاني عشر من الشهر الجاري، في أعقاب تظلم عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني والقابع في جزيرة أمرالي في مرمرة، إذ تشير المعلومات إلى أن المحكمة الأوروبية ستحكم بعدم عدالة محاكمة أوجلان وستطالب تركيا بإعادة محاكمته للمرة الثالثة،