الأحداث غير المسبوقة في تاريخ الرياضة المصرية تتوالى في الأيام الأخيرة، وللمرة الأولى في التاريخ يقرر وزير الشباب والرياضة ممدوح البلتاجي عزل رئيس أحد الأندية بتهمة السلوك غير الرياضي، وأصدر قراره أول من أمس بإيقاف رئيس النادي المصري البورسعيدي السيد متولي وإعفائه من كل اختصاصاته وإحالة أمره إلى الجمعية العمومية غير العادية للنادي، ودان القرار متولي بالاعتداء على حكمي مباراتي المصري في بورسعيد ضد الاتحاد في الدوري والزمالك في الكأس وتهجمه المتكرر على الحكام والمسؤولين في وسائل الإعلام. القرار العنيف أحدث ثورة مضادة وعارمة في بورسعيد ضد الوزير، وتجمع المئات من أنصار متولي داخل النادي المصري صباح أمس لإعلان تأييدهم لرئيس النادي المعزول وعزمهم تجديد الثقة به وبنسبة قياسية في الجمعية العمومية غير العادية، ووجهوا هتافاتهم ضد الحكومة والوزير لتدخله في أعمال النادي وتقاعسه عن مواجهة المواقف الأكثر تطرفاً من المسؤولين في نادي الزمالك، وعلى رأسهم رئيسه مرتضى منصور، الذي اتهم متولي علناً في سمعته ونزاهته وألقى بأفظع الاتهامات على اتحاد كرة القدم والحكام، وتحولت مدرجات ملعب بورسعيد مساء أمس قبل وأثناء مباراة المصري ضد الاتحاد السكندري إلى مسرح للهتاف ضد الوزير، ولم يتمكن السيد متولي من حضور المباراة بسبب قرار حرمانه من الدخول. وفي القاهرة كان الحدث الثاني في نادي الزمالك وهو أحد أكبر أندية افريقيا والعالم العربي ومصر، إذ أعلن رئيسه منصور تعيين الألماني ثيو بوكير مديراً فنياً للفريق الأول، واختار المدربين المحليين جمال عبد الحميد وأحمد رمزي وعماد المندوه لمعاونته، ومعهم مدير الكرة أحمد رفعت، ويواصل منصور قراراته الانفرادية في كل شؤون الزمالك من دون عقد أي اجتماع لمجلس إدارة النادي، مخالفاً كل اللوائح والقوانين ومن دون أي تدخل حكومي لإيقاف تلك الظاهرة غير المسبوقة، ويواجه منصور معارضة شديدة من الغالبية من المنتخبين في مجلس الإدارة، ما دفعه للتصرفات الانفرادية بعيداً من الاجتماعات، ولكن استمرار السياسة الغريبة غير ممكن لأن النادي لا يمكنه إصدار أموال للمدربين أو اللاعبين أو أي جهات إلا بتوقيع مشترك للرئيس وأمين الصندوق، والأخير يرفض التوقيع مطلقاً على أي سند إلا بعد اجتماع المجلس وصدور قرار بالموافقة على الإنفاق.